علوم

دراسة: “التربة الصقيعية” ستختفي بحلول عام 2100

توقعت مجموعة من العلماء الدوليين أن تختفي التربة الصقيعية القريبة من سطح الأرض أو ما يُعرف بالجليد الدائم بحلول عام 2100.

واستند هذا التوقع إلى تحليل أُجري على الأنماط المناخية الحالية مقارنة بنظيرتها منذ 3 ملايين سنة.

ما هي التربة الصقيعية؟

تُعرف التربة الصقيعية بأنها تربة أصبحت في صورة متجمدة لفترة طويلة ومستمرة.

وتتجمد التربة لفترة لا تقل عن عامين وتصل إلى مئات الآلاف من السنين.

وتمتد التربة الصقيعية تحت سطح الأرض من بضعة أقدام إلى أكثر من ميل، وتتواجد بصورة أكبر في نصف الكرة الأرضية الشمالي.

وينشأ هذا النوع من التربة نتيجة لتجمد المياه بين الرواسب والشقوق ومسام الصخور في طبقات الأرض.

تمتد التربة الصقيعية تحت سطح الأرض من بضعة أقدام إلى أكثر من ميل

نتائج الدراسة

كشفت الدراسة أن التربة الصقيعية ستنخفض بنسبة 93%، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة في الفترة بين عامي 1850 و1900.

واعتمد العلماء في توقعاتهم على بيانات من التقرير الأخيرى للهيئة الحكومية الدولية للمناخ، والمتعلق بسيناريو الاحترار الأكثر شدة.

وتوصل الباحثون إلى أن هذا النوع الصقيعي والذي يتواجد من 10 إلى 13 قدمًا في الطبقات العُليا من التربة سيقتصر على أماكن بعينها بحلول 2100.

ومن بين هذه الأماكن مرتفعات سيبيريا الشرقية، وأرخبيل القطب الشمالي الكندي المرتفع، وأقصى شمال غرينلاند.

ونُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

وتعاون فيها علماء من الأكاديمية الصينية للعلوم، وآخرون من الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان وكندا وهولندا وفرنسا والسويد.

وأكدت الدراسة أن مساحة التربة الصقيعية باتت أصغر بكثير مما كانت عليه في الماضي.

وهذا يرجع إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي تُنذر بمزيد من التقلص مستقبلًا إذا استمرت.

مساحة التربة الصقيعية باتت أصغر بكثير مما كانت عليه في الماضي

لماذا يقلق العلماء؟

يقول البروفيسور في معهد فيربانكس الجيوفيزيائي بجامعة ألاسكا، فلاديمير رومانوفسكي، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، إن هذا البحث بمثابة جرس إنذار لما يشهده مناخ الأرض.

وأضاف رائد أبحاث التربة الصقيعية: “فقدان هذا القدر الكبير من التربة الصقيعية على مدار الـ77 عامًا القادمة، سيكون له آثار واسعة النطاق على سبل عيش الإنسان والبنية التحتية، وعلى دورة الكربون العالمية، وعلى الهيدرولوجيا السطحية وتحت السطحية”.

ويرجع ذلك إلى أن التربة الصقيعية القريبة من سطح الأرض أكثر تأثرًا بالاحتباس الحراري من التربة الموجودة على مسافات أعمق.

وتتحكم التربة الصقيعية أو الجليد الدائم في حجم الغازات المنبعث من تحلل الكائنات الحية في التربة.

فوجود التربة في حالة تجمد يقلل من نسلبة الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي، وسيؤدي ذوبانها إلى إطلاق المزيد من الغازات الضارة.

ولذلك يمكن اعتبار التربة الصقيعية بأنها مخزن طبيعيلغازات الاحتباس الحراري.

من ناحية أخرى، سيؤدي ذوبان الجليد إلى تليين الأرض، مهددًا حياة 35 مليون شخص يعيشون في مناطق دائمة التجمد مثل آلاسكا.

فترة البيلوسين

وكشفت المقارنات مع دراسات سابقة أن الأرض ستفقد 77% من التربة الصقيعية بحلول 2100، مقارنة بالفترة بين 1995 و2014.

واختار العلماء فترة البليوسين التي حدثت من 3 ملايين سنة، باعتبارها أحدث فترة دافئة في التاريخ الجيولوجي للكوكب.

ووجد العلماء أن هناك تشابهًا في الظروف التي أدت إلى استقرار التربة الصقيعية في العصر البليوسيني وعامي 2100 و2200.

ومن بين هذه الظروف هي درجات الحرارة المتغيرة وهطول الأمطار في فترات مختلفة.

ورسم الباحثون مستقبلًا قاتمًا للتربة الصقيعية، بناءً على النتائج التي توصلوا إليها.

وقالوا: “إن استمرار الاحترار المناخي وما يرتبط به من تدهور التربة الصقيعية القريبة من السطح قد يسبب تغيرات في الظروف المحيطة والبيئية التي لم يشهدها البشر بعد”.

كرات التنس تُهدّد البيئة.. لماذا يصعب إعادة تدويرها؟

تغير المناخ: هل التوسع في زراعة الأشجار قد يضر البيئة؟

بحضور 52 وزيرًا.. المملكة تستضيف المؤتمر التاسع لوزراء البيئة هذا الشهر