الخرف هو متلازمة ناجمة عن العديد من الأمراض أو الإصابات التي تدمر خلايا الدماغ وتقطع المشابك العصبية التي تربط بينها، كما يقول تيموثي ريتمان، عالم الأعصاب بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، إذ يُضعف الخرف القدرة على التفكير تدريجيًا، كما يقلل قدرة المرضى على التعامل مع المهام اليومية البسيطة دون مساعدة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الخرف كلف الاقتصادات العالمية 1.3 تريليون دولار في عام 2019، وقد بدأت الأبحاث في إلقاء الضوء على الأسباب وعوامل الخطر، بدءًا من الاستعداد الوراثي أو اختيارات نمط الحياة، وحتى الإصابة أو التأثيرات غير المباشرة الناجمة عن أمراض أخرى، لكن الكثير لا يزال مجهولًا.
أعراض الإصابة بالخرف
أعراض شائعة
يزداد الخطر مع تقدم العمر وهناك مجموعة واسعة من الأعراض المبكرة:
نسيان الأشياء
وضع الأشياء في غير موضعها
فقدان الوقت
أعراض متأخرة
الشعور بالارتباك في معظم الأوقات
صعوبة في التحدث
عدم القدرة على تذكر الكلمات
صعوبة في التعامل مع الأموال
مشكلة في الحكم على المسافة بصريًا
أعراض في الشخصية مثل:
مشاكل الذاكرة
انفعال وقلق
عدوانية أو حزن أو غضب
الانعزالية
التصرف بطرق غير لائقة أو صادمة
أسباب الإصابة بالخرف
تقول ميليسا تومز مينوتي، الباحثة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في ماريلاند، أن هناك أسباب للإصابة بالمرض، وهي:
كتل من البروتينات المعروفة: وهي المعروفة باسم اللويحات والتشابكات التي تدمر خلايا الدماغ وتقتلها.
تراكم جزء من البروتين: والذي يسمى بيتا أميلويد في لويحات بين الخلايا العصبية، إذ تتراكم التشابكات، وهي ألياف متشابكة من بروتين آخر، وهو بروتين تاو، داخل الخلايا، فعندما تحتوي الخلايا العصبية على مواد سامة حولها، فإنها تموت.
عدة أمراض: هناك عدة أمراض يمكن أن تسبب الخرف عن طريق التأثير على الدماغ بشكل مباشر أو غير مباشر. ارتفاع ضغط الدم، أو أي شيء يقطع التدفق المستمر للدم والأكسجين إلى الدماغ يمكن أن يسبب حالة ثالثة تسمى الخرف الوعائي.
السكتة الدماغية: على الرغم من أن السكتة الدماغية لا تؤدي دائمًا إلى الخرف الوعائي، إلا أنه “مع السكتات الدماغية المتعددة، يموت ما يكفي من خلايا الدماغ بحيث لا يكون لديك ما يكفي من الأنسجة السليمة لتعمل،” كما يقول جوزيف كوريش، الذي سيطلق معهدًا جديدًا للشيخوخة بجامعة نيويورك لانجون الصحية في نوفمبر.
الالتهابات الفيروسية: تم ربط الالتهابات الفيروسية، بما في ذلك التهاب الدماغ الفيروسي والأنفلونزا والهربس البسيط، بالخرف، وكذلك تناول كميات كبيرة من الكحول أو إصابة الدماغ.
فقدان السمع: يؤثر فقدان السمع الذي يصيب معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، على الإصابة بالخرف.
الأدوية: تشكل بعض الأدوية الموصوفة أيضًا خطرًا، بما في ذلك تلك المستخدمة لعلاج حرقة المعدة والاكتئاب وسلس البول وأعراض مرض باركنسون ومشاكل صحية أخرى.
من هم المعرضون للإصابة بالخرف؟
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالخرف، هم الذين يحملون طفرة جينية تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف الجبهي الصدغي، والتي يمكن أن تظهر التغيرات في وظائف المخ قبل عقود من ظهور الأعراض.
وقد تعاونت كوريش وفريق من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز مع المعهد الوطني للشيخوخة، باستخدام نهج مختلف عن فريق المملكة المتحدة. وقاموا بفحص بلازما الدم لنحو 11 ألف شخص بالغ، تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 65 عامًا، بحثًا عن روابط بين بروتينات معينة والمخاطر المعرفية. ويقول كوريش لقد حددوا 32 بروتينًا يمكن العثور عليها قبل 20 إلى 30 عامًا من الإصابة بالخرف. يؤثر بعضها على أمراض الأوعية الدموية، أو الالتهابات السامة للخلايا العصبية، أو يؤثر على انتقال العدوى بين الخلايا العصبية.
وفي المستقبل، يمكن استخدام هذه البروتينات لفحص الأشخاص المعرضين للخطر، وقد تصبح مؤشرات مبكرة للتشخيص والتدخل.
هل يمكن منع الخرف؟
على الرغم من وجود عوامل خطر للإصابة بالمرض، إلا أن حماية صحة الدماغ والوقاية من الخرف قد يكون ممكنا، كما يقول الخبراء، باستخدام نفس العادات التي تمنع السرطان والسكري وأمراض القلب وهي: اتباع نظام غذائي مغذ، وممارسة الرياضة البدنية، وعدم التدخين، والحفاظ على نسبة السكر في الدم وضغط الدم.
هذا العارض يؤشر إلى الاكتئاب لدى كبار السن
أكثر الأجيال ارتباطًا بألعاب الفيديو.. معدل مرتفع لممارستها لدى كبار السن
كبار السن سيتجاوزون ربع القوى العاملة في مجموعة السبع بحلول 2031.. لماذا؟