حصدت العلا جائزة “أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2023” في حفل توزيع جوائز السفر العالمية للمنطقة، وهو ما يعزز مكانة الواحة التاريخية كواحدة من أكثر الوجهات الجاذبة في العالم.
وتعكس الجائزة جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لحماية الموروث الثقافي والطبيعي الفريد للمنطقة من خلال مجموعة من مبادرات التطوير المستدامة والشاملة.
في هذا التقرير، نستعرض جانبًا من تاريخ العلا، الذي جعلها اليوم بمثابة حافظة للتراث الثقافي والإنساني، ووجهة سياحية عالمية.
تعد العلا، التي تقع في شمال غرب المملكة، مكانًا للمرور ومفترقًا لطرق التجارة منذ القدم، فقد كان يتوجه إليه كل من أراد الاستفادة من الموارد الوفيرة التي تجود بخيراتها أخصب الأودية في البلاد.
في وقت مبكر من التاريخ، أصبحت العلا ملتقى حيويًا على طول طرق تجارة البخور الشهيرة الممتدة من جنوب شبه الجزيرة العربية شمالاً باتجاه مصر وما بعدها، حيث رحبّت بضيوفها من المسافرين ووفرت لهم الماء الغذاء وجميع سبل الراحة، فذاع صيتها بين المسافرين حتى غدت محطة يضعون فيها رحالهم ويجددون نشاطهم.
ومرّت العلا بمراحل مختلفة على مدى التاريخ الإنساني على النحو التالي:
– العصر الحجري القديم: أثبتت جهود الاستكشاف في المنطقة أن النشاط البشري في المنطقة بدأ منذ أكثر من 200 ألف عام قبل الميلاد.
– العصر البرونزي: تنتشر في جميع أرجاء المنطقة مجموعة من المدافن والآثار القديمة تعود للحقبة من 2000 إلى 3000 سنة قبل الميلاد.
– الممالك العربية الشمالية القديمة: منذ سنة 600 إلى 4 قبل الميلاد، كانت العلا عاصمة مملكتي دادان ولحيان، وتثبت الكتابات باللغات العربية الشمالية القديمة التي شوهدت في جبل عكمة ذلك.
– المملكة النبطية: في الفتر من 100 قبل الميلاد إلى 106 ميلادي كان جزء من المطقة يمثل العاصمة الجنوبية للمملكة النبطية، وخلالها تطورت الزراعة وازدهرت تجارة البخور التي أرسلت إلى حوض البحر الأبيض المتوسط.
– الوجود الروماني في شمال غرب شبة الجزيرة العربية: حدث ذلك خلال الفترة من 106 ميلادي إلى 300 ميلادي، واكتُشف ذلك بالكتابات على قلعة الحجر.
– الفترة الإسلامية: هناك مرحلتين، الأولى من 600 إلى 1200 ميلاديًا، والثانية من 1200 حتى 1980، وتختلفان في العمران وطريقة الإدارة فقط، وتتفقان في أن مجالات التجارة والزراعة والري تطورت أكثر بها.
للتعرف على أحدث التقنيات.. “التراث” تطلق البرنامج التدريبي لتوثيق وحفظ النقوش الصخرية
