“طار الكرى عن موق عيني و فرى/ فزيت من نومي طرا لي طواري (…)/ يوم ان كلٍ من خويه تبرى/ حطيت (الأجرب) لي خويٍ مباري”، أبيات شعر باللهجة المحلية السعودية، كتبها الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية، اعتزازاً وفخراً بسيفه وقوته، أما قصة هذا السيف الذي سُمي “السيف الأجرب”، فنحكيها في السطور التالية.
سيف الملوك
اكتسب السيف الأجرب شهرة كبيرة في جميع أنحاء الجزيرة العربية وأصبح الأشهر في تاريخ السيوف العربية. صُنع في نجد، يعود إلى الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود (1183هـ – 1249هـ)، بات أحد أبرز المقتنيات التاريخية، إذ تتجلى فيه الرمزية الوطنية، نظراً لدور مالكه في إحياء الدولة السعودية مرة أخرى.
القصيدة الشهيرة
من بين القصائد البارزة في تاريخ الشعر بالسعودية، تأتي قصيدة السيف الأجرب الملقبة بـ”الخوي”. في هذه القصيدة الشهيرة:
نعم الرفيق إلى سطا ثم جرا
يودع مناعير النشامى حباري
كُتبت هذه الأبيات في عام 1240 هـ، بعد أن نجح الإمام تركي بن عبد الله في طرد الحاميات العثمانية من نجد، وقبل وصول ابن عمه الأمير مشاري بن عبد الرحمن من مصر. في هذه القصيدة، حثه على الهروب والعودة بعد استقرار الأمور.
من السعودية إلى البحرين
بعد وفاة الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، تم توريث السيف الأجرب إلى أبنائه، ليصل أخيرا إلى حفيده الإمام سعود بن فيصل. وفي معركة جودة عام 1287 هـ، قام الأخير بتقديم السيف الأجرب كهدية للشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ليستقر السيف في البحرين.
سنوات طويلة مرت، قبل عودة السيف إلى وطنه الأصلي. ففي عام 2010، عاد السيف الأجرب إلى السعودية بعد أن استقر في البحرين لمدة تصل إلى نحو 150 عاماً.
وقتها، سلمه الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في زيارة الأخير للمنامة في العام، قبل أن يُهدي أبناء الملك عبد الله السيف إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعد توليه مقاليد الحكم في عام 2015.
مقولات تاريخية لملوك السعودية مهدت طريق النجاح
ما هو كتاب “باب الكعبة المشرفة” الذي أصدره كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة؟
مركز الملك سلمان للإغاثة.. يد المملكة الممدودة بالمساعدات إلى العالم