قد تكون عانيت مشكلة ما في صحتك العقلية، وما يترتب على ذلك من معاناة وصعوبة في إتمام أبسط المهام اليومية، ورغم ذلك ليس من الشائع لدى الشركات ومؤسسات العمل، أخذ إجازة مرضية للصحة العقلية، على عكس الحال بالنسبة لحصول على إجازات مرضية للصحة البدنية.
ورغم أنه لدى العديد من الشركات سياسات للحصول على إجازات للصحة العقلية، لا يزال من الصعب أخذ إجازة عندما تحتاج ببساطة إلى استراحة ذهنية، إذ قد تشعر بالذنب أو التردد، ولكن هنا تغفل عن أنه عندما تشعر بالتوتر الشديد ، فإنك تعاني أنت وعملك، مما قد يؤدي إلى مشاكل يمكن أن تضر بأدائك في العمل.
لذلك فإن معرفة متى تأخذ يوماً لصحتك العقلية أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على صحتك العامة ورفاهيتك، سواء داخل وخارج مكان العمل، لكن يبرز هنا سؤال: كيف تعرف متى تحتاج يوم إجازة لصحتك العقلية؟ وما الذي يمكنك فعله خلال هذا اليوم؟
متى تحتاج إلى إجازة لصحتك العقلية؟
هناك عدة أشياء يمكنك أن تلاحظها، وتساعدك على معرفة الوقت الذي تحتاج فيه إلى إجازة لصحتك العقلية، منها: الشعور بالإرهاق أو التوتر، والتشتت ومواجهة مشكلة في التركيز أثناء العمل، بالإضافة إلى زيادة سرعة الانفعال والغضب.
تقول الدكتورة آشلي هامبتون ، عالمة النفس، إنه “قد يكون من السهل جداً إقناع نفسك بأن ضعف حالتك العقلية ليس سبباً جيداً بما يكفي لأخذ إجازة من العمل، لكن تذكر أن صحتك العقلية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية، تماما مثل أي نوبة من المرض أو الضيق الجسدي ، يحتاج عقلك إلى وقت للراحة والتعافي”.
ويجب هنا الأخذ في الاعتبار أننا لا نتحدث عن المخاوف الشخصية المعتادة، أو مجرد الشعور بالملل أو عدم الحماس للذهاب إلى العمل، ثمة اختلاف وتباين؛ فإذا استيقظت وشعرت بالتوتر أو الإحباط أو القلق بشكل خاص – على مستوى يضعف أدائك – فقد حان الوقت للتفكير في أخذ يوم عطلة.
بالطبع ، في بعض الأحيان تشعر أنك “متوقف” بشكل غير مبرر. لا بأس أن تأخذ اليوم لنفسك أيضا. استخدم حُكمك الشخصي واستمع إلى عقلك وجسمك. يحتاج الجميع إلى يوم للصحة العقلية من وقت لآخر.
ماذا تقول لرئيسك في العمل؟
لسوء الحظ ، لا يزال الجدل حول أيام الصحة العقلية سائداً في العديد من الشركات. بمعنى أن ما تقوله لرئيسك في العمل مهم لإقناعه بالموافقة على إجازة، لذا تقدم هامبتون عددًا من النصائح، في هذا الصدد، منها:
– طلب وقت مرضي بطريقة تتفق مع ثقافة الشركة.
– قد يكون الأمر محبطاً إذا كنت غير قادر على شرح سبب حاجتك إلى إجازة بشكل مباشر، ولكن طالما أنك صادق في أنك مريض، فإن عدم تحديد ذلك لصحتك العقلية أمر جيد.
– عندما تطلب إجازة، لا بأس أن تكون موجزا، لا تحتاج إلى الخوض في التفاصيل حول سبب أخذك يوم مرضي أو يوم صحة عقلية (إلا إذا كنت ترغب في ذلك)، ولكن لا تشعر أنك بحاجة إلى تبرير أو شرح ذلك لأي شخص.
كيف تقضي يوم صحتك العقلية؟
تماما كما تعالج أي مرض، افعل أشياء تجعلك تشعر بتحسن، والتي يمكن أن تكون حسب هامبتون: عدم متابعة البريد الإلكتروني أو تنظيف منزلك أو حتى تشغيل المهمات، بل صمم يوم صحتك العقلية بالكامل من أجلك.
إذا كنت تستمتع بالاسترخاء وقراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم، فافعل هذه الأشياء. إذا كنت ستأخذ يوم إجازة من العمل، فاغتنم كل دقيقة. الوقت مهم وغالي، والهدف هو تقليل أي مشاعر سلبية، مثل التوتر والإرهاق، وفق دكتورة هامبتون.
تضيف: “بالطبع، إذا كان غسل الملابس أو التنظيف علاجيا لك فقم به، وامنح عقلك استراحة، وقم بالأنشطة التي تستمتع بها”.
يمكن أن تكون أيام الصحة العقلية أيضا وقتا رائعا لممارسة الرعاية الذاتية، سواء كان ذلك يعني القيام بروتين للعناية بالبشرة أو الذهاب للركض في حديقتك المفضلة، قد يعني أيضا الجلوس في السرير طوال اليوم لمشاهدة Netflix وتناول الأطعمة الخفيفة.
اقض يوم صحتك العقلية في فعل أشياء تعرف أنها مفيدة لصحتك العقلية والجسدية، وحاول إعداد قائمة بالأنشطة التي تجلب لك السعادة وترفع معنوياتك.
إذا كنت تعرف معالجا بالفعل وتشعر أنك ستستفيد من جلسة إضافية خلال يوم صحتك العقلية، فاتصل به واسأله عما إذا كان لديه مكان متاح لجلسة شخصية أو افتراضية.
الشيء المهم هو أن تفعل ما يجعلك تشعر بالرضا، وليس ما تعتقد أنه يجب عليك فعله. بمجرد أن تأخذ أول يوم للصحة العقلية، سيكون من الأسهل أخذها في المستقبل وعدم الشعور بالذنب حيال ذلك.
الهدف ليس الخروج من العمل؛ إنه لشفاء عقلك حتى تتمكن من العودة والشعور بمزيد من الاسترخاء والإيجابية والاستعداد ليوم مثمر