تتكون الأنهار الجليدية في الأساس من مجموعات هائلة من الصخور، والرواسب، والجليد، والثلج، والمياه التي تتكون من الأرض، وتعمل الأنهار الجليدية كخزان للمياه، حيث توفر المياه حتى في أكثر أجزاء العام جفافاً، وبدونها، قد لا يتمكن بعض الناس من الوصول إلى المياه على مدار السنة، وتشير تقديرات العلماء إلى أن حوالي ثلاثة أرباع المياه العذبة على الكوكب محفوظة في الأنهار الجليدية، مما يجعلها أكبر احتياطي للمياه العذبة المتاحة للبشرية، إلا أن ذوبان الأنهار الجليدية أصبح ظاهرة تؤرق العلماء بسبب الأضرار الكبيرة التي ستتكبدها البشرية حال اسمرار تنقص تلك الأنهار على النحول الذي يحدث الآن.
فقاعات داخل الجليد
توصلت دراسة حديثة إلى أن تراجع حجم الأنهار الجليدية المتصلة بالبحر يحدث نتيجة انفجار فقاعات صغيرة ومضغوطة في الجليد الموجود تحت سطح الماء، حيث إن الجليد الذي يحتوي على جيوب صغيرة من الهواء المضغوط ينصهر بمعدل أسرع بكثير من الجليد العادي الذي لا يحتوي على فقاعات، أو الجليد الاصطناعي الذي يستخدم عادة في دراسة معدلات الذوبان.
وتقول الدكتورة ميجان وينجروف، الأستاذة المساعدة في هندسة السواحل بجامعة ولاية أوريجون وقائدة الدراسة إنهم عرفوا منذ فترة طويلة أن الجليد يحتوي على فقاعات، ولكن لم يكونوا يدركون أن هذه الفقاعات قد تكون لها دور أكبر في عملية ذوبان الجليد تحت الماء، وبحسب الدراسة، فإن هناك حوالي 200 فقاعة في كل سنتيمتر مكعب من الجليد، مما يعني أن نسبة الهواء فيه تصل إلى حوالي 10 بالمئة.
وبدورها أوضحت “إيرين بيتيت” إلى أن هذه الفقاعات الصغيرة قد تتعرض لضغوط عالية جدًا، تصل في بعض الحالات إلى ما يعادل 20 مرة الضغط الجوي العادي عند سطح البحر، وعندما يصل الجليد المحتوي على الفقاعات إلى واجهة المحيط، يحدث انفجار الفقاعات ويترتب عليه صوت فرقعة مميز
وأشارت بيتيت إلى أن النماذج المستخدمة حاليًا لتوقع ذوبان الجليد عند تلاقي المحيط والأنهار الجليدية المتأثرة بالمد والجزر لا تأخذ في الاعتبار وجود الفقاعات في الجليد.
الفقاعات ومستقبل المناخ
أكدت بيانات جمعها القائمون على الدراسة من وكالة “ناسا” أن حوالي 60 % من ارتفاع مستوى سطح البحر على كوكب الأرض الذي يحدث بسبب ذوبان المياه الجليدية والصفائح الجليدية هو نتيجة وجود تلك الفقاعات، وأن الاستمرار بهذا المعدل السريع سيشكل أزمة لكل الدول لأنها لن تتمكن من التعامل مع كل تلك الكميات الزائدة من المياه.
وشددت الدراسة على أن هذه الفقاعات الصغيرة تلعب دورًا هامًا في فهم السيناريوهات المناخية الحاسمة في المستقبل، حيث إن أن الجليد يذوب بسرعة تزيد عن ضعف سرعة ذوبان الجليد بدون فقاعات.
ما هي مصادر الطاقة التي تزود العالم بالكهرباء؟
“سديم الصفاء”.. ما حقيقة الصورة المتداولة المنسوبة لـ “ناسا”؟