علوم

بفعل البشر.. العالم معرض لخطر الفيضانات أكثر من أي وقت مضى

تغير المناخ حول العالم

تسببت الأنشطة البشرية في مختلف أنحاء كوكب الأرض إلى تدهور أحوال البيئة وزيادة الكوارث الطبيعية، وتغير المناخ حول العالم حيث كشفت دراسة حديثة الأضرار البشرية في السهول الفيضية العالمية، أجراها عالم هيدرولوجيا من جامعة تكساس في أرلينغتون، لتقييم التأثير العالمي غير المسبوق للنشاط البشري على السهول الفيضية الطبيعية، ويمكن لهذه الدراسة أن تسهم في استراتيجيات التنمية المستقبلية لإعادة تأهيل وحماية النظم البيئية الرئيسية في السهول الفيضية، والتي تعتبر أساسية للحياة البرية وجودة المياه وتقليل مخاطر الفيضانات على البشر.

فقدان السهول الفيضية بسبب الأنشطة البشرية

يقول عدنان رجيب الأستاذ المساعد بجامعة أرلينغتون الذي قام بالدراسة بالمشاركة مع علماء وكالة حماية البيئة الأمريكية، إن العالم معرض لمخاطر الفيضانات بشكل أكبر مما كنا نعتقد، خصوصًا عند النظر في تأثير التنمية البشرية على السهول الفيضية.

وأوضح “رجيب” أن خلال 27 عامًا، من عام 1992 إلى عام 2019، فقد العالم مساحة واسعة تبلغ 600 ألف كيلومتر مربع من السهول الفيضية بسبب التدخلات البشرية، والتي تشمل تطوير البنية التحتية والصناعة والأعمال وزيادة الزراعة.

واستخدم فريق البحث بيانات الاستشعار عن بُعد من خلال الأقمار الصناعية والتحليلات الجغرافية المكانية لدراسة 520 حوضًا نهريًا رئيسيًا في جميع أنحاء العالم، واكتشفوا أنماطًا واتجاهات مكانية جديدة للتغيرات البشرية في السهول الفيضية.

وأشار رجيب إلى أن النتائج تظهر تأثيرًا كبيرًا للأنشطة البشرية على السهول الفيضية، بما في ذلك تغيير استخدام الأراضي وتحويل السهول الطبيعية إلى مناطق زراعية أو صناعية.

نتائج فقدان السهول الفيضية

أظهرت الدراسة أن حوالي 87٪ من الحوض المائي العالمي الكبير يعاني من تغيرات تراجعية في السهول الفيضية بسبب الأنشطة البشرية، وتشمل هذه التغيرات فقدان الأراضي الرطبة وتدهور النظم البيئية وانقراض الأنواع النباتية والحيوانية المعينة التي تعتمد على السهول الفيضية.

وتؤدي التغيرات إلى زيادة مخاطر الفيضانات، حيث يفقد النظام الطبيعي القدرة على امتصاص وتخزين الفيضانات وتخفيف تأثيرها، وبالتالي يكون هناك تأثير سلبي على المجتمعات البشرية التي تعيش في المناطق الساحلية والمناطق المنخفضة التي تتعرض لمخاطر الفيضانات.

وتشير الدراسة إلى أنه ينبغي اتخاذ إجراءات للحفاظ على السهول الفيضية الطبيعية والحفاظ على توازنها البيئي، حيث يشدد الباحثون على ضرورة تبني استراتيجيات للتنمية المستدامة تأخذ في الاعتبار حماية واستعادة السهول الفيضية والحفاظ على وظائفها البيئية الحيوية.

وأكد الباحثون ضرورة التعاون بين الدول لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، بالإضافة إلى التزام الحكومات والمؤسسات الدولية بتبني سياسات وإجراءات تعزز الحفاظ على السهول الفيضية وتقليل التأثيرات البشرية الضارة عليها.

 

بعد الطقس القاسي خلال الصيف.. هذا ما يحمله مستقبل الطقس

تقرير أممي يحذر.. الأنواع الغازية تكلف الاقتصاد العالمي 423 مليار دولار سنويًا

هل يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العالم؟