يلاحظ بعض الآباء والأمهات أن أطفالهم يحاولون تذوق بعض المواد غير الغذائية وإدخالها إلى أفواههم طوال الوقت، وقد يتطور الأمر إلى ابتلاعها، وفي حين أن السبب يكون في معظم الحالات هو عدم إدراكهم لطبيعة الأشياء من حولهم، هناك بعض الأطفال يفعلون ذلك نتيجة إصابتهم بحالة مرضية تسمى “بيكا”.
ما هي متلازمة “بيكا”؟
يعرّف الأطباء متلازمة “بيكا” بأنها هو اضطراب في الأكل، حيث يأكل الشخص المصاب بها أشياء ليست طعامًا وليس لها أي قيمة أو غرض غذائي، بشكل قهري.
يمكن أن تكون هذه المتلازمة غير ضارة في الكثير من الحالات، ومع ذلك، يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة إذا أكل الشخص المصاب بها شيئًا سامًا أو خطيرًا.
وقد اشتق اسم المتلازمة من أحد أنواع الطيور، وهو العقعق الأوراسي، الذي يشتهر بأكل أشياء غير عادية.
يمكن أن يصاب بمتلازمة “بيكا” لأي شخص في أي عمر، ولكن تصيب 3 مجموعات محددة من الناس أكثر من غيرهم وهم:
– الأطفال الصغار، وخاصة من هم دون سن 6 سنوات.
– النساء الحوامل.
– الأشخاص الذين يعانون من بعض حالات الصحة العقلية، وخاصة اضطراب طيف التوحد أو الإعاقات الذهنية أو الفصام.
كيف تؤثر هذه الحالة على جسد المصابين بها؟
يمكن أن يكون للبيكا مجموعة واسعة من التأثيرات السلبية على الجسم اعتمادًا على نوع العناصر غير الغذائية التي يأكلها المصاب.
بالنسبة للأشخاص الذين يأكلون أشياء مثل الثلج، وهو سلوك شائع للحوامل، لا تمثل الحالة أي ضررًا عليهم، ولكن في حالات أخرى يمكن أن تكون “بيكا” خطرة للغاية.
يمكن أن تتسبب “بيكا” في إتلاف الأسنان عند تناول مواد صلبة، وبالنسبة لأولئك الذين يأكلون الشعر، قد يصابون بانسداد أو تمزق في الجهاز الهضمي.
ويواجه الأشخاص المصابين بمتلازمة “بيكا” بشكل مستمر خطر الإصابة بالطفيليات التي تعيش في التربة؛ لأنهم يميلون لالتقاط الأشياء من الأرض لأكلها.
أعراض وأسباب الإصابة بمتلازمة “بيكا”
العَرَض الوحيد لمتلازمة “بيكا” هو الأكل الإجباري لأشياء ليس لها قيمة غذائية، وفي معظم الحالات، يفضّل المصاب أكل نوع واحد من العناصر التي لا تعد طعامًا.
ومع ذلك، يمكن أن تسبب “بيكا” مشاكلات صحية كثيرة، ينتج عنها واحد أو أكثر مما يلي:
– فقر الدم.
– داء الصفراء.
– الإمساك .
– اختلال التوازن.
– عدم انتظام ضربات القلب.
– انسداد الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.
ولا يعرف العلماء بالضبط سبب حدوث متلازمة “بيكا”، ولكن الباحثون توصلوا إلى مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها وهي:
– السلوكيات الثقافية أو المكتسبة: بعض أنواع متلازمة “بيكا” هي سلوكيات شائعة ومقبولة اجتماعيًا في بعض الثقافات والأديان، مثل ممارسة أكل الأوساخ ضريح روماني كاثوليكي شهير في ولاية نيو مكسيكو بالولايات المتحدة.
– التوتر أو القلق: تتطور حالة “بيكا” في بعض الأحيان كآلية للتعامل مع بعض الحالات النفسية.
– الظروف السيئة أثناء الطفولة: تعتبر متلازمة “بيكا” أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعيشون في أوضاع اجتماعية واقتصادية منخفضة، مثل الفقر.
– نقص التغذية: غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات البيكا من نقص المعادن أو غيرها من أوجه نقص العناصر الهامة في نظامهم الغذائي.
– الحالات الطبية: اكتشف الباحثون أن هناك علاقة بين الحمل وفقر الدم المنجلي ومتلازمة “بيكا”.
كيف يتم علاج متلازمة “بيكا”؟
عادة ما تختفي متلازمة “بيكا” لدى النساء الحوامل بعد الولادة، وبالنسبة للأطفال، فهم يتخلّون تلقائيًا عن تناول المواد غير الغذائية مع تعليمهم الفرق بين العناصر والأشياء الصالحة للأكل وغير الصالحة للأكل.
ويتم تحديد آلية علاج متلازمة “بيكا” على أساس العمر والمشكلات الصحية الأخرى للشخص، باتباع الإجراءات التالية:
– مبدأ الثواب والعقاب: تتضمن هذه الطريقة تعليم المصاب تجنب سلوكيات “بيكا” بتنفيره منها، من خلال تطبيق عقاب خفيف عليهم عند تناول المواد غير الغذائية، وتقديم مكافآت لهم حال أمضوا وقتًا مُحددًا يأكلون بطريقة صحية.
– العلاج السلوكي: تقوم على تعليم الشخص آليات وإستراتيجيات التأقلم؛ لمساعدته على تغيير سلوكه.
– تعليمهم الأفضل: في هذه الطريقة، يتعلم الناس تجنب تناول المواد غير الغذائية من خلال التركيز على السلوكيات والأنشطة الأخرى، خاصة المفيد منها.
وهناك عدد قليل جدًا من الأدوية التي من المحتمل أن تساعد في علاج متلازمة “بيكا”، مثل أدوية الذهان.
ما هو البرنامج التأهيلي لمعلمات رياض الأطفال للتدريب على الفنون الموسيقية؟
لماذا تسعى الصين إلى تقليص الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين أمام الشاشات؟
الموافقة على دواء جديد لمنع الفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال