صحة

لماذا تنتشر الفطريات الخطرة من حولنا بشكل أكبر؟

رصد العلماء تناميًا متزايدًا في انتشار الفطريات الخطرة على مستوى العالم، ما يمكن أن يهدد الصحة العامة وحياة البشر بأكملها.

وخلال عام 2016، اكتشف العلماء عدوى فطرية خطيرة نادرة الحدوث في الولايات المتحدة، لم تشهدها البلاد من قبل، وبالدراسة والبحث اكتشفوا أن الفطر المسبب للعدوى كان موجودًا قبل 3 سنوات على الأقل.

وبعد ذلك بسنوات، تم اكتشاف حالات مصابة بعدوى فطر “كانديدا أوريس” في ولاية نيويورك، وهو نوع من الفطريات الخطرة التي تهاجم جسم الإنسان، والتي لم تظهر إلى الوجود سوى في عام 2009.

ومع انتشار العدوى في ولايات أخرى، ظلت نيويورك هي بؤرة المرض، وفق تحليل للبيانات أجرته وكالة أسوشيتد برس، من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ” CDC”.

ويمكن أن يسبب الفطر بدخوله إلى مجرى الدم آثارًا صحية شديدة، منها التهابات الجهاز التنفسي والتأثير على بعض الأعضاء الخارجية، إذ تم تقدير معدل الوفيات الخاص به من 30 إلى 60%.

ولكن ما الذي يجعل الفطريات تنتشر بصورة أكبر؟

يُرجع العديد من العلماء الانتشار المتزايد للفطريات الضارة في بيئتنا إلى التغيرات المناخية، والتطرفات التي يشهدها الطقس في مناطق مختلفة حول العالم.

وبشكل عام، فإن أجسام البشر والثدييات ليست بيئة مناسبة لهذه الفطريات، لأنها أكثر دفئًا، وهو ما شكل حائط صد للإصابة بالعدوى على مدار التاريخ، إذ تفضل الفطريات التواجد في بيئة أكثر برودة.

ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، يمكن أن تطور هذه الفطريات من قدرتها على التكيف مع الأوضاع الجديدة، يما يضعف من قدرة البشر على مقاومة الإصابة بها، وهذا ما حدث مع فطر “كانديدا أوريس” في الولايات المتحدة.

يقول عالم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة جونز هوبكنز، أرتورو كاساديفال، إن الفطر المسبب لهذا المرض ظهر منذ ما يقرب من 14 عامًا في 3 مناطق مختلفة وهم فنزويلا والهند وجنوب إفريقيا.

ويضيف: “هذا الأمر محير لأن المناخ في كل منطقة مختلف تمامًا عن الأخرى”.

ووفق أخصائية الأوبئة الطبية في مركز السيطرة على الأمراض في فرع الأمراض الفطرية، ميغان ماري ليمان، فإن في السابق كانت العدوى تُصيب أشخاصًا سافروا بالفعل إلى الولايات المتحدة، أما حاليًا فإن معظم الحالات تحدث محليًا، إذ إن المرض ينتشر بين المرضى في أماكن الرعاية الصحية.

وخلال العام الماضي فقط، تم تشخيص 2377 حالة سريرية مؤكدة في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 1200% عن عام 2017.

وبحسب دراسة استقصائية أًجريت لعام الماضي، فإن الحالات قفزت للضعف في عام 2021، عن العام السابق له.

وتقول ليمان إنه على الرغم من عمليات التدقيق واتباع الإجراءات الوقائية، إلا أن الحالات زادت، ما يعكس انتشارًا كبيرًا لهذا الفطر.

ولفت مركز السيطرة على الأمراض في بيان له في مارس الماضي، إلى الانتشار المزعج للفطر المسبب للمرض، وكيف أن يقاوم جميع العلاجات التقليدية.

ووصفت ليمان جهود وكالات الصحة العامة تجاه مقاومة المرض بأنه بمثابة “محاولة لإخماد حريق نشط”، وذلك تجنبًا لانتشار العدوى في أماكن الرعاية الصحية.

ويقول أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب ماكغفرن، لويس أوستروسكي، إن الولايات المتحدة لم تشهد من قبل وجود مثل هذه الفطريات الخطرة، وأن الأمر أشبه بكابوس.

احتمالات أخرى

تقول ليمان إنه من المرجح أن تكون هذه الفطريات عاشت بالفعل في جسم الإنسان طوال الفترة الماضية، ولكنها لم تسبب أية مشكلات، وبالتالي لم تتم دراستها.

ولكن من ناحية أخرى، هذا الانتشار يطرح العديد من الأسئلة حول الأسباب التي سمحت لفطر كانديدا أوريس من الهرب إلى بيئة جديدة وتوسيع نطاق تواجدها، وفق قولها.

وطرحت ليمان عدة احتمالات لانتقال الفطريات إلى جسم الإنسان ومنها: تدخل البشر في الطبيعة، والتغييرات البيئية، واستخدام الفطريات في الزراعة.

ويقول المتخصصون إن عدم وجود علاج لهذا الفطر لا يمثل التحدي الوحيد أمام مراكز الرعاية الصحية، ولكن أيضًا صعوبة تشخيصه نظرًا لأنه نادر جدًا، ولا يمكن للأطباء اكتشافه بسهوله.

ما الذي يجب على المريض عمله بعد خلع الضرس؟

أطعمة عليك تناولها بعد أداء التمرينات الرياضية

لماذا تتزايد النوبات القلبية لدى الشباب؟