تظهر الأدلة المتزايدة أن الكثير من الشباب البالغين يعانون من مشاكل في القلب مقارنة بالعقود الماضية، وأن عادات نمط الحياة السيئة -أي سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة- هي السبب.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن عدوى COVID تعد سببًا آخر للإصابة.
تزداد النوبات القلبية لدى البالغين الأصغر سنًا
تحدث السكتة القلبية، عندما يعاني القلب من عطل كهربائي ويتوقف فجأة عن النبض، وهذا يختلف عن النوبة القلبية، التي تحدث عندما يتم حظر تدفق الدم إلى القلب جزئيًا أو كليًا.
وتظهر الأبحاث أن النوبات القلبية، والتي تسمى أيضًا باحتشاء عضلة القلب، آخذة في الازدياد لدى الشباب، وتشمل الأعراض الشائعة لها ألم الصدر أو عدم الراحة، وألم ينتشر في الفك أو الرقبة أو الظهر أو الذراعين، وضيق في التنفس، والشعور بالضعف أو الإغماء.
وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2000 شاب دخلوا مستشفيات أمريكية بسبب نوبة قلبية بين عامي 2000 و2016، أن 1 من كل 5 أشخاص كان يبلغ من العمر 40 عامًا أو أقل، ونسبة هذه المجموعة قد زادت بنسبة 2% كل عام خلال العقد الأخير.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في عام 2019 في المجلة الأمريكية للطب، أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 40 عامًا أو أقل والذين أصيبوا بنوبة قلبية معرضون تمامًا مثل كبار السن للوفاة من نوبة قلبية أخرى أو سكتة دماغية أو سبب آخر.
كانت الزيادات في أمراض القلب بين الشباب البالغين في عامي 2020 و2021 مسؤولة عن أكثر من 4% من الانخفاضات الأخيرة في متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة، وفقًا لمقال افتتاحي نُشر في مارس في شبكة JAMA.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
على الرغم من أن النوبات القلبية تصيب الرجال أكثر من النساء، فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن عددًا أكبر من النساء الأصغر سناً يعانين من النوبات القلبية مقارنة بالرجال الأصغر سنًا – وأن نتائجهم أسوأ.
وجد تحقيق عام 2018 نُشر في مجلة Circulation أن النسبة الإجمالية لدخول المستشفى للأزمات القلبية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا زادت من 27% في 1995-99 إلى 32% في 2010-14.
حدثت أكبر زيادة بين الشابات (21% إلى 31%) مقارنة بالشباب (30% إلى 33%).
لقد وجدت الدراسات أن الأطباء أكثر عرضة لتجاهل الأعراض وعدم تشخيص بعض عوامل الخطر لدى النساء، ويقل احتمال وصفهم للأدوية للمساعدة في إدارة مخاطرهم.
أكبر عوامل الخطر
أكبر عوامل الخطر هي ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول والسمنة، وكلها يمكن أن تسد وتضر الشرايين والأوعية الدموية التي تنقل الدم الغني بالأكسجين إلى القلب.
في حين أن بعض هذه الحالات قد تكون وراثية، إلا أنها غالبًا ما تحدث بسبب سنوات من العادات غير الصحية مثل سوء التغذية ونمط الحياة المستقرة التي تبدأ عادةً في وقت مبكر من الطفولة، كما يقول يوجين يانغ، طبيب القلب الوقائي ورئيس الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
من ناحية أخرى، يبدو أن COVID له تأثير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية.
وجدت دراسة أجريت عام 2022 ونشرت في مجلة Journal of Medical Virology أن الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية زادت بنسبة 14% خلال العام الأول من الوباء.
تم العثور على أكبر زيادة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا.
الشباب ليسوا على دراية بالمخاطر
لا يشعر معظم الشباب بالقلق، بحسب استطلاع أجراه مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو في يناير، حيث كشف أن 47% من الأشخاص دون سن 45 لا يعتقدون أنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب.
قال ثلث جميع البالغين الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يعرفون بثقة ما إذا كانوا يعانون من نوبة قلبية.
ويعتقد نصف البالغين البالغ عددهم 3500 شخص ممن لديهم عوامل خطر كبيرة أنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب قبل حدوث النوبة القلبية، بينما أبلغ عدد أقل من ذلك أن أطباءهم أخبروهم أنهم معرضون للخطر، وخاصة النساء.
يقول الخبراء إن جعل البالغين الأصغر سنًا يهتمون بصحة القلب يمثل تحديًا فريدًا؛ إنهم منشغلون في بناء العائلات والوظائف وهم الفئة العمرية الأقل احتمالًا للحصول على تأمين صحي.
تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية
الوقاية المبكرة هي المفتاح، فكلما طالت مدة عيشك مع عوامل الخطر، زادت فرص إصابتك بأمراض القلب وتجربة نتائج أسوأ في وقت لاحق في الحياة، خاصةً إذا تركت دون علاج.
توصي جمعية القلب الأمريكية باتباع “أساسيات الحياة 8”: وتشمل التدابير الرئيسية التي إذا تم ممارستها، يمكن أن تحسن صحة القلب والأوعية الدموية وتحافظ عليها.
وتشمل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وعدم تدخين التبغ، والنوم الكافي، بالإضافة إلى التحكم في وزنك، والكوليسترول، وسكر الدم، وضغط الدم.
كيف يؤثر اختلاف مواعيد نومك على صحة جهازك الهضمي؟
لماذا يصاب الإنسان بالصدفية وهل هي معدية؟ وما فرص الشفاء منها؟
