خلال الأيام الأخيرة، زاد عدد المصابين في صفوف الخطوط الأمامية الأوكرانية، نتيجة للهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على القوات الروسية.
ويعاني العديد من الجنود الأوكرانيين المشاركين في هذه العملية من إصابات خطيرة، بحسب ما نقلته “بي بي سي” عن الدكتورة إينا ديميتر، التي تعمل ضمن منظمة خاصة للمساعدات بتمويل غربي تدعى MOAS.
ويبدو أن القوات الأوكرانية تجد صعوبة في تخطي الخطوط الدفاعية الروسية المتقنة، وهو ما يفسر هذه التداعيات الناتجة عن الهجوم المضاد.
خطة مدروسة
يقول أحد أفراد مشاة البحرية الأوكرانية ويُدعى، كيريلو بوتراس، إن روسيا زرعت ألغامًا في مناطق متعددة مما يعيق حركة الجنود الأوكرانيين ويعرضهم إلى إصابات.
وشدد بوتراس على أن أوكرانيا قد تخسر اللعبة إذا لم تحصل على المساعدات الغربية المأمولة، لأنها لن تستطيع الصمود أمام القوات الروسية بتسليحها المتنوع ما بين أنظمة صواريخ ومدافع مضادة للدبابات.
في المقابل، لا يتفق خبراء آخرون مع رأي بوتراس، إذ إنهم يرون أن خطة الهجوم المضاد التي تم البدء في تنفيذها منذ ما يقرب من شهر، تسير بشكل جيد.
ويعتقد المحللون أن القوات الأوكرانية لن تستطيع اختراق خط الجبهة الروسية الذي يمتد لأكثر ألف كيلومتر من ساحل البحر الأسود حتى الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، بنفس السهولة التي حققتها قوات كييف العام الماضي.
الدفاع الروسي
ووفق بي بي سي، فإن الآراء على الجبهة الأوكرانية تختلف بين مجموعة تصف الخطوط الدفاعية الروسية بأنها من صفيح وآخرين يرون أنها من خشب ومجموعة ترى أنها من زجاج.
النظرية الأولى الخاصة بالصفيح “المرن الصامد” جاءت من خلال لقاء للشبكة مع أحد الأطباء العاملين في مستشفى ميداني بالقرب من باخموت.
هذا الطبيب قال إنه في حين أن القوات الأوكرانية لديها القدرة على دفع القوات الروسية إلى التراجع للوراء بعشرات الكيلومترات، إلا أنها تحتاج للمزيد من الجهود لإضعاف سيطرة روسيا على شرق وجنوب شرق أوكرانيا.
ويؤكد الطبيب وفق رؤيته أن هذه الحرب تحتاج إلى اتفاق سياسي، إذ إنها لن تنتهي بسهولة في ساحة المعركة.
النظرية الثانية المتعلقة بالخشب، تأتي من أن الصفوف الروسية قد تعرض للتشقق وليس الانهيار الكامل، وهذا الأمر ناتج عن ضعف الروح المعنوية بين جنودها، بحسب أحد الجنود الروس ويُدعي أرتيم.
من خلال هذه الثغرة، من الممكن أن تحقق القوات الأوكرانية بعض الانتصارات خلال الأشهر المقبلة، ولكنها لن تصل إلى هزيمة الروس، وفق الجندي الثلاثيني.
النظرية الثالثة وهي “الزجاج” تأتي من محللين غربيين متابعين للحرب مثل ميك رايان وجنرالات مثل قائد القوات المسلحة البريطانية السير توني راداكين.
ويرى هؤلاء الخبراء أن الهجوم المضاد يسير وفق الخطة، وخلال فترة قليلة في حدود أشهر، ستتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق مرادها بهزيمة روسيا والتقدم والسيطرة نحو العديد من المناطق بما فيها شبه جزيرة القرم.
ويقوم رأي الخبراء على أنه في حين أن أوكرانيا لا تمتلك الغطاء الجوي المناسب، إلا أنها لن تستطيع تدمير النظام التشغيلي الروسي التي تضم خطوط الإمداد ومراكز القيادة، فكل ما يتطلبه الأمر هو الصبر.
ولتعويض النقص في الأسلحة الجوية، تستخدم القوات الأوكرانية صواريخ أرضية للقيام للهجوم على المواقع الروسية في أكبر عدد ممكن من الأماكن، لعرقلة وتدمير أكبر عدد ممكن من الجنود ومعدات العدو.
وفي الأغلب يتبنى الجنود في الصفوف الأمامية السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا من نظرائهم في الصفوف الخلفية، وهذا الأمر نابع من خبراتهم وقدرتهم على استقراء الأوضاع بشكل واقعي.
ولكن في نفس الوقت، فهؤلاء الجنود يفوتهم الرؤية الأوسع للمشهد، إذ إنهم منخرطون في جزء صغير من عملية عسكرية ضخمة.
هل يمكن أن تلجأ روسيا لاستخدام النووي في حربها على أوكرانيا؟
لماذا تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا بالقنابل العنقودية وما هي خطورتها؟