أكد مساعد الكرملين يوري أوشاكوف اليوم الخميس، أن لقاء ترامب وبوتين سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، في ما يعد أول قمة بين قائدي القوتين العظمتين منذ عام 2021. هذا الإعلان يأتي في خضم جهود مكثفة لإنهاء الحرب الأوكرانية قبل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي يوم الجمعة.
جاء الإعلان عن لقاء ترامب وبوتين بعد يوم واحد من لقاء مبعوث ترامب ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي في الكرملين، ضمن محاولات إيجاد اختراق دبلوماسي لإنهاء الصراع الأوكراني. وأشار أوشاكوف إلى أن الاتفاق على عقد هذا اللقاء جاء “بناء على اقتراح من الجانب الأمريكي”، مضيفاً أن مكان اللقاء تم الاتفاق عليه وسيُعلن عنه لاحقًا.
من المتوقع أن يلتقي بوتين مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يوم الخميس، حيث تشير مصادر إلى أن الإمارات قد تكون المكان المحتمل لاستضافة لقاء ترامب وبوتين المرتقب.
شهدت الأسواق الروسية ارتفاعًا حادًا عقب إعلان لقاء ترامب وبوتين، حيث صعد المؤشر الرئيسي للبورصة الروسية “موكس” بأكثر من 5% ليسجل أعلى مستوياته في شهرين. كما ارتفع الروبل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي واليوان الصيني، مما يعكس التفاؤل حول تحسن العلاقات الأمريكية الروسية.
كشف أوشاكوف أن مبعوث ترامب ويتكوف طرح خلال محادثات الأربعاء إمكانية عقد لقاء ثلاثي يضم ترامب وبوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. إلا أن الجانب الروسي ترك هذا الاقتراح “دون تعليق تمامًا”، مفضلاً التركيز على التحضير للقاء الثنائي أولاً.
من جهته، أعرب زيلينسكي عن دعمه لفكرة القمة، مؤكدًا أنه تم مناقشة صيغ مختلفة للاجتماعات، مشددًا على ضرورة مشاركة أوروبا في أي محادثات.
يأتي لقاء ترامب وبوتين المرتقب في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأمريكية على روسيا، حيث هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا والدول التي تشتري صادراتها في حال عدم التوصل لاتفاق. وقد طبق ترامب هذا التهديد عمليًا بتوقيعه أمس أمرًا تنفيذيًا لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي.
رغم التفاؤل حول لقاء ترامب وبوتين، تبقى التوقعات محدودة لتحقيق تسوية قبل انتهاء مهلة ترامب يوم الجمعة. فروسيا تواصل هجماتها الجوية واسعة النطاق على أوكرانيا رغم التهديدات الأمريكية. كما أن الشروط الروسية للسلام تبقى غير مقبولة من كييف وحلفائها الغربيين، بما في ذلك تحييد أوكرانيا وتقليص جيشها بشكل كبير والتخلي عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو.
يُذكر أن آخر قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي كانت بين بوتين وجو بايدن في جنيف في يونيو 2021، قبل اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير 2022 التي أدت لتدهور العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.