كشفت 3 تقارير إقليمية حديثة أصدرتها منظمة اليونسكو عن تأثيرات التغيرات المناخية المختلفة على الحق في التعليم في العالم.
وشملت التقارير التي صدرت في أبريل الماضي، وتأتي ضمن مبادرة اليونسكو بشأن آثار تغير المناخ والحق في التعليم، 3 مناطق وهي آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق أوروبا.
ما علاقة المناخ بالتعليم؟
لم تعد التغيرات المناخية حالة طوارئ منعزلة، بل إنها تؤثر على العديد من النواحي الحياتية بما فيها التعليم.
وشهد عام 2021، نزوح 23.7 مليون شخص داخليًا بسبب التداعيات والكوارث المرتبطة بالمناخ، وهذه الأرقام تزداد سنويًا.
ويعاني النازحون من أوضاع معيشية صعبة خصوصًا الفئات المهمشة منهم، يواجهون معوقات أمام تلقي التعليم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي هذا الصدد، تحاول اليونسكو من خلال الأبحاث التي تجريها الوقوف على أهم هذه المعوقات والتحديات من أجل إرشاد البلدان للطريقة المثلى في التعامل معها، لضمان عدم إهمال الحق في التعليم للنازحين بسبب المناخ.
وتختلف معوقات التعليم من منطقة لأخرى على الرغم من تشابه التغيرات المناخية في العديد من المناطق، وبالتالي فسيناريوهات النزوح تتعدد، وهو ما تبرزه التقارير وتحدد أشكال العوائق أمام التعليم.
أبرز المعوقات أمام الحق في التعليم
في حين أن هناك اختلافات إقليمية في المناطق حول العالم، إلا أن هناك بعض العوائق المشتركة أمام التعليم بسبب التغيرات المناخية ومنها:
الكوارث المفاجئة
شهدت البلدان التي تناولتها الدراسة كافة والتي تعرضت إلى كوارث مفاجئة، اضطرابات في العملية التعليمية ناتجة عن تدمير المدارس أو تضررها.
كما يؤدي استخدام المدارس كملاجئ وملاذات إلى تعطيل العملية التعليمية في كثير من الأحيان.
الفقر
وفق الدراسة، فإن التغيرات المناخية تتسبب في زيادة الفقر نتيجة نقص الموارد المالية، وبالتالي فلا يتمكن النازحون من الاستمرار في الإنفاق على أبنائهم خلال المراحل الدراسية، وهو ما يعيق حصولهم على تعليم جيد.
حاجز اللغة
أحيانًا يجبر تغير المناخ السكان على النزوح إلى مناطق وبلدان تختلف عن لغتهم الأم، ويضطر الأطفال للالتحاق بمدارس لا تستخدم لغتهم الأصلية ولا يفهمونها، وهو ما يؤثر على وصولهم إلى التعليم ونجاحهم فيه.
القدرة الاستيعابية للمدارس
يزيد نزوح السكان سواء كان من الريف إلى المدن، أو من دولة إلى دولة أخرى بسبب العنف السياسي أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، من أعباء نفقات التعليم على المدينة أو الدوة المستضيفة.
وقد لا تستطيع المدارس في هذه المناطق استيعاب هذه الأعداد الجديدة من الطلاب الوافدين، سواء بسبب نقص مساحات الفصول الدراسية أو المعلمين.
سياسة محددة
لا تمتلك أي دولة من الدول التي شملتها الدراسة سياسة أو خطة تستهدف التركيز على لحق في التعليم للأشخاص النازحين بسبب تغير المناخ.
حاجز السياسة
لا تتضمن السياسات الوطنية في جميع المناطق التي شملتها الدراسة، أي مفهوم عن النزوح بسبب التغيرات المناخية، وهو ما يجعل من الصعب تطوير خطط وإجراءات تضمن حقوق الأشخاص النازحين، بما فيها الحق في التعليم.
ووفق الدراسة، فإن التغلب على هذه العوائق أمام الحق في التعليم بسبب تغير المناخ، لا بد أن يتضمن تعاون وجهود مشتركة بين جميع الجهات والقطاعات.
ومن خلالها يتم تقديم توصيات لصانعي السياسات، إلى جانب سعي اليونسكو لتحقيق هذا الهدف مع استمرار التغيرات المناخية، وفق قولها.
القائمة المادية لمواقع التراث العالمي في السعودية المدرجة على قائمة اليونسكو
كيف خرجت منظمة اليونسكو من رحم الحرب؟
“اليونسكو الفوزان الدولية”.. أول جائزة سعودية دولية في المنظمة.. ما هي؟