قد يشتكي البعض من ألم في القلب بسبب شعوره بالضيق أو الحزن أو التوتر، وعند الافصاح عن الأمر يعتقد الغالبية أنه يبالغ أو أن ما يحدث مجرد وهم بسبب الحزن، إلا أن الحقيقة مغايرة فمن الممكن فعلًا أن يتأثر قلب الإنسان بسبب الضغط العصبي المستمر أو الحزن العميق الذي يلي فقدان أحد أفراد العائلة أو فقدان شخص عزيز، ونستعرض لكم في هذا التقرير كيف يتأثر قلب الإنسان بالإجهاد أو الضغط المزمن.
نوبات الهلع
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بتسارع في نبضات القلب عند الخوف أو التوتر الشديد، ويتطور الأمر للشعور بانقباض في القلب هذا بسبب إفراز هرمونات التوتر في الجسم ، مثل الكورتيزول والأدرينالين.
قد يتطور الأمر لدى البعض ويصل إلى ألم حاد في الصدر، مما يجعله يعتقد أنه يعاني من نوبة قلبية، وعند التوجه إلى المستشفى يكتشف أن قلبه سليم وأنه كان يعاني من نوبة هلع، وفي الواقع أثبتت إحدى الدراسات أن 58 % ممن يهرعون إلى المستشفيات بسبب آلام في الصدر ظنًا منهم أنها نوبات قلبية يتضح فيما بعد أنها مجرد نوبة هلع.
تتشابه أعراض نوبات الهلع إلى حد كبير مع النوبات القلبية من ناحية الشعور بتسارع كبير في ضربات القلب أو إحساس بالوخز في جميع أنحاء الجسم، وكما ذكرنا من قبل يصل الأمر إلى ألم حاد في الصدر، وينصح الأطباء من يعانون من نوبات هلع متكررة بزيارة أخصائي الصحة العقلية للسيطرة عليها، وللتفرقة بينهما لا بد من معرفة أن النوبات القلبية تصاحبها أعراضًا أو علامات أخرى بخلاف ألم الصدر وهي آلام الجزء العلوي من الجسم، وضيق في التنفس، والدوخة، والتعرق، والغثيان.
متلازمة القلب المنكسر
قد يتأثر قلب الإنسان بالحزن الشديد الذي يصيب الإنسان بعد فقدان أحد الأحباء أو الانفصال المؤلم، حيث يسبب هذا الألم العاطفي الشديد أعراضًا جسدية تصل إلى تورم البطين الأيسر، وهي ما يطلق عليها “متلازمة القلب المنكسر” أو “اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو” التي ينتج عنها ألم في الصدر، وضيق في التنفس، وإغماء، أو حتى سكتة قلبية.
تعد “متلازمة القلب المنكسر” أكثر شيوعًا عند النساء الأكبر سنًا في سن اليأس، لكنها ليست مقتصرة عليهم فهي قد تصيب أي شخص بغض النظر عن الجنس والعمر، ولذلك يوصي الأطباء من يعاني من الألم العاطفي الذي يصاحبه ألم جسدي بالتوجه للكشف سريعًا للتأكد من إصابته بالمتلازمة من عدمه.
نصائح للتعامل مع الضغوط المزمنة
يعد استخدام تقنيات إدارة الإجهاد والتوتر من التصرفات الفعالة لتحمل الضغوط المزمنة، ورجح الخبراء القيام بتمرين لتقييم مستويات التوتر لدى الفرد، ويعتمد التمرين على تفريغ الأفكار على ورقة، حيث يأتي الفرد بورقة بيضاء ويرسم خطًا يقسمها إلى نصفين، فيكون عنوان النصف الأيمن “الأشياء التي يمكنني التحكم فيها” ويكتب تحتها الأشياء التي تجهده أو تضايقه لكنه قادر على السيطرة عليها وتقليل وطئها على نفسه، ويكون عنوان النصف الأيسر من الصفحة “الأشياء التي لا يمكنني التحكم فيها” ويكتب تحتها الأشياء التي تسبب له التوتر لكنه لا يملك القدرة للسيطرة عليها أو حلها بأي شكل من الأشكال.
يؤكد الخبراء أن هذا التمرين مفيد في ملاحظة مسببات التوتر والحزن لدى الفرد بشكل أوضح، وبالتالي البحث عن حلول لها، ومعرفة الدعم الذي قد يحتاجه من المحيطين للتعامل مع الأشياء الخارجة عن إرادته.
كما نصح الخبراء باستخدام تقنيات أخرى لإدارة الإجهاد مثل ممارسة التأمل حيث يقلل أعراض القلق والاكتئاب، يمكن أن يقلل أيضًا من ارتفاع ضغط الدم ويعزز جودة النوم، وتشمل التقنيات أيضًا كتابة اليوميات، والتحدث إلى شخص مقرب سواء كان صديق أو أحد الأقارب لأن البوح بأسباب الحزن أو الضغط العصبي قد تجعل الإنسان يشعر ببعض الراحة أو تخفض من حدة التوتر لديه.
في حال استمرار التوتر أو الحزن لدى الفرد فعليه التوجه إلى أحد الأخصائيين لتشخيص حالته بدقة إن كانت ناتجة عن ضغوط الحياة اليومية والأسرية والعمل أم أنه يعاني من مشكلات في الصحة العقلية من الأساس.
نصائح للقضاء على التوتر أثناء القيادة في الطرق المزدحمة