شهد عام 1957 واحدة من أغرب أحداث يوم كذبة أبريل، حين بثّت قناة “بي بي سي” إحدى أشهر خدع وسائل الإعلام في القرن العشرين، والتي سميت “خدعة شجرة السباغيتي”، فماذا حدث؟
كيف صدّق الناس أن الاسباغيتي تُزرع؟
كان الرجل المسئول عن هذا المقلب المُصور الذي مدته دقيقتان ونصف هو المصور النمساوي تشارلز دي جايجر، الذي كان يعمل ضمن فريق برنامج “بانوراما”، وصادف يوم كذبة أبريل في هذا العام يوم الاثنين الذي تعرض فيه حلقات البرنامج.
طلب الموافقة على تصوير قصة ثانية بينما يؤدي عمله في مهمة أخرى في سويسرا، ووافق المسؤول عن “بانوراما” مايكل بيكوك على ميزانية صغيرة قدرها 100 جنيه إسترليني للمشروع.
تم تصوير المقطع في فندق في كاستيجليون على شاطئ بحيرة لوغانو، حيث اشترى جايجر 9 كيلوجرامات من السباغيتي محلية الصنع غير المطبوخة، وعلق الخيوط من أغصان أشجار الغار حول البحيرة لجعلها تبدو وكأنها “أشجار معكرونة”.
استأجر جايجر نساء محليات ليرتدين الزي الوطني السويسري ويتظاهرن “بحصاد” السباغيتي، وملء سلال الخوص ثم وضع الخيوط في الشمس حتى تجف.
تشير معظم الروايات حول الخدعة إلى أنه في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت السباغيتي لا تزال طعامًا غريبًا إلى حد ما في المملكة المتحدة، وهو التفسير الأقرب، لفهم كيف أثبت الجمهور أنه ساذج للغاية.
استحق مقدم برنامج مذيع بانوراما ريتشارد ديمبلبي، قدرًا كبيرًا من الفضل في جعل المقطع يبدو بمثل تلك الواقعية، إذ كان شخصية عامة محترمة وموثوق بها.
قال ديمبيلي للمشاهدين إن أشجار السباغيتي كانت تشهد محصولًا وفيرًا في ذلك العام بسبب أوائل الربيع و”الاختفاء الفعلي لسوسة السباغيتي”، وكانا يميلون إلى تصديقه.
تظاهر ديمبيلي بالجدية وقال: “بعد قطف المعكرونة توضع لتجف في هواء جبال الألب الدافئ. يشعر الكثير من الناس بالحيرة من حقيقة أن السباغيتي يتم إنتاجها بأطوال موحدة. هذا هو نتيجة سنوات عديدة من الجهد المبذول من قبل مربي النباتات الذين نجحوا في إنتاج السباغيتي المثالية”.
دروس مستفادة من “خدعة أشجار السباغيتي”
تعرضت “بي بي سي” لقدر من الانتقادات لقرارها بث مقطع مقلب في نهاية برنامج إخباري جاد. لكن ويلر، الذي كتب النص، استمر على ثباته ولم يعلن الندم، إذ قال في عام 2004: “أعتقد أنها كانت فكرة جيدة أن يدرك الناس أنهم لا يستطيعون تصديق كل ما يشاهدونه على التلفزيون وأن عليهم أن يتبنوا فكرًا انتقاديًا قليلاً”.
لقد تغير العالم كثيرًا منذ عام 1957، وأصبح انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت أسرع، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعني أن المزيد من الأشخاص يتعرضون أكثر من أي وقت مضى للخداع ونظريات المؤامرة والأكاذيب الصريحة بشكل يومي.
يُستخدم هذا المقلب في تقديم حجة مفادها أنه ربما لا ينبغي أن تنغمس منافذ الأخبار الجادة في مثل هذه المقالب على الإطلاق، حتى لو كانت تفسد متعة كذبة أبريل.
العادات الرمضانية في منطقة جازان.. عندما يتغير لون كل شيء