لماذا نعتقد أن منصات التواصل أسوأ مما هي عليه فعليًا؟

ديسمبر ٢٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

لماذا نعتقد أن منصات التواصل أسوأ مما هي عليه فعليًا؟

غالبًا ما تبدو منصات التواصل الاجتماعي بيئة سامة مليئة بالسلوك العدائي والمحتوى الضار، لكن الواقع أكثر اعتدالًا مما نعتقد. أظهرت أبحاث حديثة أن معظم المحتوى المسيء يأتي من نسبة صغيرة جدًا من المستخدمين النشطين. ورغم ذلك، يميل كثير من الأمريكيين إلى المبالغة في تصورهم للسلوك العدائي على الإنترنت، حيث يعتقدون خطأً أن نحو نصف مستخدمي المنصات الكبرى ينشرون تعليقات مسيئة أو عدوانية بانتظام، بينما تشير البيانات الفعلية إلى أن هذا السلوك نادر جدًا.

السلوك السام على الإنترنت نادر جدًا

تشير الدراسات إلى أن السلوك العدائي الشديد على الإنترنت نادر جدًا مقارنة بما يظنه المستخدمون. فعلى سبيل المثال، يقدّر الأمريكيون أن نحو 43% من مستخدمي Reddit ينشرون تعليقات شديدة السمية، بينما تظهر الأدلة أن النسبة الفعلية لا تتجاوز 3%.

وتؤكد هذه الفجوة الكبيرة بين التصور والواقع أنها قد تشجع على التشاؤم، وتجعل الناس يعتقدون أن المجتمع الرقمي أكثر عدائية وانقسامًا أخلاقيًا مما هو عليه بالفعل

أجرى الباحثون أنجيلا ي. لي وإريك نيومان وفريقهم استطلاعًا شمل 1090 بالغًا أمريكيًا عبر منصة CloudResearch Connect، لمقارنة آراء الناس حول السلوكيات الضارة على الإنترنت مع البيانات الفعلية من أبحاث سابقة على منصات التواصل الاجتماعي. وهدفت الدراسة إلى تحديد مدى اتساق التصورات العامة مع الواقع الرقمي على المواقع الكبرى.

أظهرت نتائج الاستطلاع، أن الناس يبالغون بشكل كبير في تقدير انتشار السلوكيات الضارة على الإنترنت. فقد اعتقد المشاركون أن المعلقين المسيئين على Reddit أكثر شيوعًا بثلاث عشرة مرة مما هم عليه فعليًا، كما بالغوا في تقدير انتشار الأخبار المضللة على فيسبوك، حيث خمنوا أن 47% من المستخدمين ينشرون أخبارًا كاذبة، بينما تبلغ النسبة الفعلية 8.5% فقط.

وتشير النتائج إلى أن الكثير من المستخدمين يعتقدون أن المحتوى الضار هو القاعدة، حتى عندما يشكل جزءًا صغيرًا من النشاط الإجمالي على المنصات.

تضخيم المحتوى الضار

أظهرت الدراسة أن المستخدمين لا يواجهون صعوبة كبيرة في التعرف على المحتوى الضار على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنهم يميلون إلى المبالغة في تقدير مدى انتشاره. فحتى عندما نجح المشاركون في تحديد المنشورات المسيئة بدقة، ظل الاعتقاد السائد لديهم أن عددًا كبيرًا من المستخدمين يمارس هذا السلوك بشكل منتظم.

وأوضح الباحثون أن هذا الخلل يعود إلى أن المنشورات الصادمة أو المشحونة عاطفيًا تبرز أكثر وتبقى عالقة في الذاكرة، ما يدفع الناس إلى اعتبارها سلوكًا شائعًا، رغم أنها في الواقع تمثل حالات محدودة ومتطرفة.

تصحيح التصورات يعزز الثقة الاجتماعية

كشفت تجربة لاحقة أجراها الباحثون، أن تزويد المستخدمين بمعلومات دقيقة حول حجم السلوكيات السامة على الإنترنت يمكن أن يحسّن نظرتهم للمجتمع بشكل ملحوظ. وأظهر المشاركون الذين علموا بأن هذه السلوكيات نادرة شعورًا أكبر بالإيجابية، وتراجعًا في الاعتقاد بأن المجتمع يشهد انحدارًا أخلاقيًا أو أن غالبية الأمريكيين تدعم السلوكيات الضارة عبر الإنترنت.

وأوضح الباحثون أن المشكلة تكمن في الخلط بين قلة صغيرة شديدة التأثير وبين عامة المستخدمين، إذ ينتج عدد محدود من الحسابات النشطة معظم المحتوى السام، ما يخلق انطباعًا مضللًا عن انتشاره. ويؤكد الفريق أن تصحيح هذا الفهم قد يخفف الأثر النفسي السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ويسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال التذكير بأن الغالبية العظمى من المستخدمين لا تتصرف بسوء نية.

اقرأ أيضًا:

أوكس بيل ها.. أطول كهف تحت الماء في العالم

بيع أول نسخة من مجلة "سوبرمان" بـ9 ملايين دولار.. لماذا؟

في اليوم العالمي للعزاب.. اليابان تواجه شبح العزوبية المتأخرة!

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech