أفضل وجهات الطعام في العالم

نوفمبر ٢, ٢٠٢٥

شارك المقال

أفضل وجهات الطعام في العالم

عندما يبحث أشهر الطهاة في العالم عن الإلهام وتذوق النكهات المميزة، يتجهون إلى مدن وأماكن تشتهر بمطابخها الغنية والمتنوعة. فالطعام يعكس روح المكان وثقافته، ويكشف الكثير عن مناخه وموارده، فكل طبق يروي قصة من المكونات وطريقة الإعداد والتقديم، سواء وُجد في مطعم فاخر أو على عربة طعام في شارع مزدحم. وتظل تجربة تذوق الأطعمة المحلية من أجمل الطرق لاكتشاف المدن والتعرّف إلى ثقافاته

نستعرض فيما يلي أشهر المدن والمناطق المفضلة لدى أكبر طهاة العالم في مجال الطعام، وفقًا لما نشرته منصة ” ناشيونال جيوجرافيك”.

طوكيو (اليابان)

يصف الشيف البريطاني الشهير هيستون بلومنثال، صاحب مطعمي “البطة السمينة” و”العشاء”، مدينة طوكيو بأنها واحدة من أعظم الوجهات في العالم لعشاق الطعام.

فالعاصمة اليابانية لا تبهر فقط بأضوائها المتلألئة، بل أيضًا بمشهدها الغذائي الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، من الإيزاكايا (حانات المشاوي التقليدية) إلى أفخم المطاعم العالمية.

وتُعد طوكيو المدينة الأكثر حصدًا لنجوم ميشلان في العالم، إذ تضم 160 مطعمًا مصنفًا ضمن دليل ميشلان، وتُعتبر مهد السوشي والفنون اليابانية في الطهو، حيث تتألق بأطباق مثل الرامن والنودلز، بأنواعه (سوبا وأودون) والتمبورا والياكيتوري والجيوز.

مكسيكو (المكسيك)

يصف الشيف نوح ساندوفال صاحب (مطعم أوريول) العاصمة المكسيكية بأنها جنة لعشاق الطعام، إذ تجمع بين تنوع المأكولات الإقليمية من مول الشوكولاتة الحار في أواكساكا إلى المأكولات البحرية في باجا كاليفورنيا.

تتميز المدينة بثقافة طعام نابضة، حيث يمكن تذوق أشهى أطعمة الشارع من الأكشاك والعربات، أو الاستمتاع بتجارب فاخرة في مطاعم مثل مولينو إل بوجول وكوينتونيل وروزيتا.

ولا تكتمل التجربة دون تذوق الأطباق التقليدية مثل الكيساديلا والتاماليز والبوزول، أو زيارة الأسواق الشعبية مثل سوق ميديلين لتجربة بارباكوا دي بوريجو الشهير.

باريس ( فرنسا)

يصف الشيف نوبو ماتسوهيسا صاحب (مطاعم نوبو) في باريس بأنها عاصمة فنون الطهي في العالم، حيث تمتزج الأصالة بالإبداع في كل طبق. من الأطعمة الفرنسية الكلاسيكية والمعجنات الفاخرة إلى الأطباق المبتكرة، كما تُجسد المدينة شغفًا فريدًا بالمذاق والجمال.

يقول ماتسوهيسا: “أعشق أناقة باريس واحترامها العميق للطعام. أزور دائمًا مطعم لا ميزون نورديك المتخصص في المأكولات البحرية، وأستمتع بلمساته الآسيوية وقائمة الكافيار المميزة.”

ويضيف: “لا يفوتني أيضًا مطعم جاي سافوي، حيث يقدم أطباقًا فرنسية راقية مثل حساء الخرشوف بالكمأة السوداء والبريوش الدافئ.”

أما ملذات باريس البسيطة، فيجدها الشيف في مقاهي الأحياء ومخابزها التقليدية، قائلاً: “أحب أن أبدأ يومي بزيارة دو بان إيه دي إيدي لتناول خبز الشوكولاتة أو معجنات الفستق والتوت. مكان صغير وساحر يعكس روح باريس الحقيقية.”

إقليم الباسك ( إسبانيا)

يُعد إقليم الباسك في شمال إسبانيا من أبرز وجهات الطهي في أوروبا، حيث يجمع بين الأصالة والابتكار، من المطاعم الريفية إلى الراقية مثل أرزاك وموغاريتز. وتُعدّ ثقافة البينتكسوس (الأطباق الصغيرة المبتكرة) جزءًا من الحياة اليومية في مدن مثل سان سيباستيان وبلباو، إلى جانب الأطباق التقليدية مثل المرميتاكو (حساء التونة والبطاطس)، وجبن إيديازابال، وعصير التفاح الباسكي.

وتقول جانينا توريس: “تتمتع بلاد الباسك بتقاليد ثقافية قوية، حيث يكافح السكان المحليون بنشاط للحفاظ على عاداتهم ولغتهم وهويتهم”.

وتتميز المنطقة بتنوع مطبخها بين الريف والبحر الأطلسي، من أطباق اللحوم المشوية إلى سمك القد المملح (باكالاو آل بيل-بيل) والحبار الصغير (تشيبيرونيس). وتضيف توريس: “تعتمد مطابخ الباسك على المكونات المحلية الطازجة، والمشويات تحديدًا تُحضّر غالبًا على الحطب أو الفحم، ما يمنحها نكهة مميزة.”

أما من حيث المدن والمطاعم، فتشير توريس إلى أن جيتاريا تشتهر بالمأكولات البحرية وتولوسا باللحوم المشوية. وتوصي بزيارة إلكانو في جيتاريا لسمك التربوت المشوي، وكاسا جوليان في تولوسا لشريحة اللحم الشهيرة، وأسادور إتشباري في أكسب لتجربة طعام راقية لا تُنسى، حيث تصف حلوياته بأنها “من الأفضل على الإطلاق”.

سنغافورة

تمثل سنغافورة بوتقة ثقافية فريدة تجمع بين الصين، ماليزيا، والهند، ما يجعل مشهد الطعام فيها غنيًا ومتنوّعًا. يقول الشيف بيتشايا سونتورنياناكيج، المعروف باسم الشيف بام: “سنغافورة دائمًا ما تبدو مدينة التناقضات، وينطبق هذا على الطعام كما على السكان، حيث يجاور كشك بائع متجول من الجيل الثالث مطعم عصري أنيق، وكلاهما يحمل عمقًا روحانيًا في طعامه.”

تُعتبر مراكز الباعة الجائلين (ساحات الطعام المفتوحة) حدثًا ثقافيًا كبيرًا، وقد اعترفت بها اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي للبشرية. تقدم هذه المراكز أطباقًا مثل لاكسا، ساتيه، سرطان البحر الحار، وأرز الدجاج على طريقة هاينانيز بأسعار معقولة.

أما بالنسبة للمطاعم الفاخرة، فهي تقدم ابتكارات مستوحاة من تقاليد الشوارع. يقول الشيف بام: “أحب مطعم لابيرنث، حيث يعيد الشيف إل جي هان ابتكار أطباق مأخوذة من مراكز الباعة الجائلين بأسلوب عصري، مثل أرز الدجاج الذي يحوّله إلى تركيبة أنيقة ومريحة في الوقت ذاته.” كما يضيف بام: “كما أعشق مطعم كينغ إنغ كي للمأكولات البحرية (KEK)، حيث أطباق زي تشار وكبدهم الطيني لا تُنسى.”

كوبنهاجن ( الدنمارك)

تُعرف العاصمة الدنماركية عالميًا بفضل مطعم نوما، الذي جعل الشيف رينيه ريدزيبي من كوبنهاغن محور المطبخ النوردي الجديد، مع التركيز على المكونات المحلية، الموسمية، والاستدامة، وتقنيات التخمير والبحث الدقيقة. بين عامي 2010 و2021، حاز نوما على لقب أفضل مطعم في العالم خمس مرات ضمن قائمة أفضل 50 مطعمًا.

يقول الشيف خورخي فاليجو، الذي تدرب مع ريدزيبي: “كوبنهاغن مدينة مميزة”، مشيرًا إلى أن المدينة لا تقتصر على نوما فقط، بل تضم أطباقًا محلية مثل فريكاديلر (كرات اللحم الدنماركية)، وإس موريبرود (سندويشات الجاودار المفتوحة)، وبولسيفوغني (أكشاك الهوت دوغ)، إلى جانب مطاعم أخرى تتبنى فلسفة “الشمال الجديد”.

ويضيف فاليجو: “المطبخ النوردي نابض بالحياة. أنصح بزيارة أتيليه سبتمبر لبدء اليوم، مكان مريح يقدم أطباقًا كلاسيكية مع لمسات جديدة، ولا تنس تذوق القهوة. أما فيسكيبار فهو رائع لتجربة المأكولات البحرية، خاصة سمك الرنجة أو السيلد. ولا يمكن أن تفوت زيارة مخبز جونو لتجربة كعكة جوز الهند وتارت الراوند التي لا تُنسى.”

اقرأ أيضًا:

مَن هُم أطول الرجال عُمرًا في التاريخ وكيف تحدّوا المستحيل؟

أغلى قهوة في العالم.. تُصنع من “فضلات” حيوان صغير!

السجق الأزرق.. أغرب فاكهة على وجه الأرض!

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech