تشكل الإعصار الاستوائي «إيميلدا»، أمس الأحد، في غرب المحيط الأطلسي، ويتوقع خبراء الطقس أن يزداد قوة خلال الأيام المقبلة، مهددًا بموجة أمطار غزيرة على مناطق جنوب شرق الولايات المتحدة.
وجلبت «إيميلدا» رياحًا قوية وأمطارًا غزيرة إلى جزر الباهاماس الوسطى والشمالية الغربية، قبل أن تتحرك شمالًا بسرعة 9 أميال في الساعة، وفقًا لمركز الأعاصير الوطني في ميامي. وتوقع الخبراء أن تتحول العاصفة إلى إعصار بحلول مساء اليوم الإثنين، أو غدًا الثلاثاء، مع استمرار تقوية الرياح وهطول الأمطار حتى الثلاثاء، لتطال كوبا وجزر الباهاماس.
ويُعد «إيميلدا» تاسع عاصفة تحمل اسمًا رسميًا في موسم الأعاصير الأطلسي لعام 2025، إذ يُمنح كل منخفض استوائي يصل سرعة رياحه 39 ميلًا/ساعة اسمًا من قائمة معتمدة مسبقًا.
توقع مركز الأعاصير الوطني أن تقل خطورة الرياح على الساحل الشرقي الأمريكي، لكنه حذر من الأمواج العالية وارتفاع مستوى البحر الناتج عن العاصفة، التي قد تشكل خطرًا على السواحل، خصوصًا في فلوريدا وجورجيا.
كذلك تشير التوقعات إلى سقوط ما يصل إلى 8 بوصات من الأمطار على كوبا وجزر الباهاماس، مع احتمالات حدوث فيضانات مفاجئة وانزلاقات أرضية في المناطق الحضرية والريفية.
أما الساحل الأطلسي الممتد من فلوريدا إلى كارولاينا الشمالية، فيتوقع أن يشهد هطول أمطار تتراوح بين 2 و6 بوصات بحسب المناطق المحلية، ما قد يؤدي إلى فوضى مرورية وانقطاع الكهرباء في بعض المدن الساحلية.
أصدرت السلطات تحذيرات من العاصفة الاستوائية على جزر الباهاماس، شملت كات آيلاند، وإكزوماس، ولونج آيلاند، وروم كاي، وسان سلفادور، إضافة إلى جزر الشمال الغربي مثل نيو برونايس، وأباكوس، وبيري آيلاندز، وأندروس، وجراند باهاما.
وألغيت التحذيرات السابقة لجزء من ساحل فلوريدا الشرقي، من خط مقاطعة بالم بيتش-مارتن إلى فلاجلر-فولوسيا. وحذر مركز الأعاصير من «حدوث فيضانات ساحلية طفيفة قد تصل إلى قدم أو قدمين، من فلوريدا حتى نهر ساينتي في كارولاينا الجنوبية إذا تزامن المد مع العاصفة».
يأتي هذا في سياق متصل بإعصار «هامبرتو»، الذي وصل السبت إلى الفئة الخامسة قبل أن ينخفض إلى فئة أربع قوية، ولم يكن متوقعًا أن يصل اليابسة. وأشار الخبراء الأسبوع الماضي إلى إمكانية حدوث تأثير يُعرف بـ«ظاهرة فوجيوارا»، حيث تلتف عاصفتان حول مركز مشترك، لكنها اعتبرت غير محتملة في هذه الحالة.
وأعلن حاكم كارولاينا الجنوبية، هنري مكماستر، حالة الطوارئ قبل وصول «إيميلدا»، مشيرًا إلى أن «العاصفة قد تجلب رياحًا قوية، أمطارًا غزيرة، وفيضانات عبر كامل الولاية». وأضاف لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي أن التحسن في التوقعات لا يقلل من خطورة العاصفة.
من جهتها، قالت وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) إنها تستعد لمواجهة العاصفة، مع تجهيز مراكز توزيع الطعام والمياه والمولدات في جنوب شرق ووسط الأطلسي إذا دعت الحاجة، رغم أن مركز التنسيق الوطني لم يتم تفعيله بعد.
يركز الخطر على الفيضانات الساحلية، والأمواج العاتية، وانقطاع الكهرباء المحتمل. ويواجه سكان المناطق الساحلية تهديدًا مباشرًا بالفيضانات والتأثيرات البحرية، بينما يراقب خبراء الطقس تطور الرياح وهطول الأمطار في جزر الكاريبي والمناطق الساحلية الأمريكية.