يترقب الفلكيون والهواة، اليوم الأحد، حدثًا سماويًا لافتًا يتمثل في الخسوف الكلي للقمر، حيث سيكون هذا الخسوف مرئيًا بوضوح في سماء السعودية، إلى جانب أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا، إضافة إلى مناطق من أوروبا وأستراليا. ويُعد هذا الخسوف من الأطول زمنيًا خلال العقود الأخيرة، إذ تبلغ مدته نحو 83 دقيقة كاملة.
ويبدأ القمر بالتحول التدريجي عند دخوله إلى منطقة شبه الظل في تمام الساعة 6:27 مساءً بتوقيت السعودية، ثم يتطور المشهد ببدء الخسوف الجزئي عند الساعة 7:27 مساءً. ومع حلول الساعة 8:30 مساءً يصل القمر إلى مرحلة الخسوف الكلي التي تستمر قرابة ساعة وربع، قبل أن يبدأ بالتراجع عند الساعة 9:53 مساءً. ويُسدل الستار على الخسوف تمامًا عند الساعة 11:57 مساءً.
تُعد صلاة الخسوف سُنّة مؤكدة، يُستحب القيام بها عند حدوث خسوف القمر، سواء كان كليًّا أو جزئيًّا، وهي مشروعة للرجال والنساء، جماعة أو فرادى، في الحضر والسفر. وتتكون صلاة الخسوف من ركعتين، في كل ركعة: قراءتان وركوعان وسجدتان.
وتُقام صلاة الخسوف على النحو التالي: يبدأ المصلي بتكبيرة الإحرام. ثم يقرأ الفاتحة ثم يقرأ قراءة طويلة من القرآن ثم يركع ركوعًا طويلًا، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقل مما قرأ أول مرة. وفي الخطوات التالية يركع المصلي مرة أخرى ركوعًا طويلًا أقل من الركوع الأول ثم يرفع رأسه ويطيل الوقوف دون الإطالة السابقة ثم يسجد سجدتين طويلتين.
وفي الركعة الثانية، يقوم المصلي ويقرأ قراءة طويلة دون ما قرأ في الركعة الأولى، ثم يركع ركوعًا طويلًا أقل من الركوعين السابقين، ثم يرفع رأسه ويقرأ قراءة أقصر من الأولى، ثم يركع ركوعًا طويلًا بقدر الذي قبله، ثم يرفع رأسه ويقف وقوفًا أقصر مما سبق، ويسجد سجدتين طويلتين، ثم يتشهد ويصلي على النبي ﷺ كما في سائر الصلوات، ثم يُسلِّم.
وخلال الصلاة يُستحب أن يخطب الإمام خطبة واحدة عقب الصلاة، يُذكّر فيها الناس ويخوّفهم بالله تعالى، ويشرع الإكثار من الاستغفار، والذكر، وقراءة القرآن، والتكبير، والصدقة. وإذا انتهت الصلاة ولم ينجلِ الخسوف، يواصل المسلم الدعاء والتضرع إلى الله حتى ينجلي.
بحسب ما ذكره الحساب الرسمي لرئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، فإنه من المقرر أن تبدأ صلاة الخسوف في تمام الساعة 9 مساءً، وسيكون إمام الصلاة بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ بدر التركي.
وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وجه أصحاب الفضيلة أئمة المساجد والجوامع في مختلف مناطق المملكة بإقامة صلاة الخسوف عند مشاهدة خسوف القمر مساء اليوم. ويأتي هذا التوجيه تطبيقًا للسنة النبوية التي حثّت على الصلاة والدعاء والذكر عند رؤية خسوف القمر، اقتداءً بالنبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القائل: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلّوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم”. ودعا معاليه الأئمة إلى إرشاد المصلين عند حدوث الخسوف بالإكثار من ذكر الله تعالى، والاستغفار، والتكبير، والصدقة، والتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة.
قال الباحث الفلكي، ملهم هندي، إن الخسوف الكلي للقمر يحدث عند اصطفاف الشمس والأرض والقمر على استقام واحدة، وعند مرور القمر في ظل الأرض الممتد في الفضاء يختفي الضوء المنعكس من الشمس على القمر لمدة 82 دقيقة. ويُعد هذا الخسوف هو الأوحد الذي تشهده المملة بين عامي 2018 و2028. وأضاف هندي خلال مداخلة على قناة الإخبارية، إنه كل عامين يحدث خسوفين للقمر وكسوفين للشمس على الأقل، لكن تركار الخسوف في منطقة معينة يكون من الأحداث النادرة، ومن الناحية العلمية يساعد ذلك على دراسة القمر وانعكاس الألوان الموجودة عليه في دراسة الكثير من الخصائص الفيزيائية له وللأرض أيضًا.