في التاسع من أغسطس من كل عام، يحتفي العالم بدور السكان الأصليين في الحفاظ على التنوع الثقافي والبيولوجي كجزء أصيل من تراث الإنسانية.
يواجه السكان الأصليون تحديات فريدة تهدد وجودهم، ولكنهم يظلون متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، باعتبارها جوهر هويتهم وكنزًا لا يقدر بثمن، ويسلط هذا التقرير الضوء على هويتهم، أماكن تواجدهم، أسباب تمسكهم بجذورهم، وكيف يشكل هذا التمسك جزءًا لا يتجزأ من بقائهم.
يُطلق مصطلح “السكان الأصليين” على الشعوب التي عاشت في مناطق معينة منذ آلاف السنين، قبل ظهور الدول الحديثة أو احتلالها من قِبل مجموعات خارجية.
وتضم القائمة شعوباً مثل المايا في أمريكا الوسطى، والأمازيغ في شمال إفريقيا، والأبوريجين في أستراليا، وشعوب الإينويت في كندا، والقبائل الأصلية في الأمازون والهند والفلبين.
ويُقدَّر عدد السكان الأصليين حول العالم بما يزيد عن 476 مليون نسمة في أكثر من 90 دولة، أي ما يقرب من 6 % من سكان العالم.
رغم العولمة وتغيّر أنماط الحياة، يتمسك السكان الأصليين بعاداتهم وتقاليدهم التي تعكس هويتهم العميقة، فتراهم يحافظون على لغاتهم الأصلية، وطقوسهم الروحية، وأساليب حياتهم المتوارثة، مثل الصيد، والزراعة التقليدية، والأزياء الفلكلورية.
وتُعد هذه الممارسات عناصر جوهرية لصون ثقافتهم المتجذّرة.
غالبًا ما يقطن السكان الأصليون مناطق بعيدة عن الحواضر الحديثة، مثل الغابات، والجبال، والصحارى، والسواحل النائية، ويعود سبب هذا التوزيع إلى تاريخهم الطويل في تلك البيئات التي اعتادوا التكيّف معها، إضافة إلى التهميش الاقتصادي والسياسي الذي تعرضوا له عبر العصور، مما اضطرهم للبقاء في مناطق بعيدة عن مراكز النفوذ والسلطة.
رغم التقدّم الدولي في الاعتراف بحقوق الإنسان، لا يزال السكان الأصليين يعانون من انتهاكات متكررة، مثل مصادرة الأراضي، وتهميش التعليم والرعاية الصحية، والتعدّي على الموارد الطبيعية التي يعتمدون عليها.
وتُطالب منظمات حقوق الإنسان بضرورة إشراك السكان الأصليين في صنع القرار واحترام حقهم في تقرير مصيرهم، خصوصًا في القضايا البيئية التي تمس وجودهم.
في وجه محاولات الطمس الثقافي، أظهر السكان الأصليون قدرة لافتة على الصمود والتمسك بالجذور، وقد بدأت جهود كبيرة من قبل بعض الحكومات والمنظمات الدولية لتوثيق لغاتهم، وتضمين ثقافاتهم في المناهج الدراسية، وتوفير حماية قانونية لأراضيهم.
إلا أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق العدالة التاريخية.
لا يُعد اليوم العالمي للسكان الأصليين مجرد مناسبة رمزية، بل يمثل دعوة عالمية لإعادة الاعتبار لتاريخ وثقافة شعوب قاومت التهميش وتمسكت بكرامتها. وهو مناسبة لتأكيد التزام العالم بحق هذه المجتمعات في العيش الكريم ضمن نسيج الإنسانية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| اللغات الأكثر تحدثا في العالم