يرجع المفهوم الحديث للزراعة العمودية – زراعة الطعام في صواني أو أنابيب مكدسة فوق بعضها البعض- إلى التسعينيات، وقد سعى المزارعون إلى طرق لزيادة مساحة الزراعة، حيث تُزرع أشجار الفاكهة، على ارتفاع يصل إلى 30 سم من الأرض، وتعتمد تقنية التدرج على تدريب خاص، يعود إلى زراعة العنب الروماني القديم.
تنتشر الزراعة العمودية بالمعنى الحديث بسرعة، وأحد الأمثلة على ذلك هو ماركة الفراولة المستزرعة رأسياً Oishii، ومقرها نيوجيرسي، وبالنسبة للبعض، كان هذا دليلًا على أنه بمرور الوقت يمكن للزراعة العمودية أن تنافس الزراعة التقليدية وتتجاوزها في الجودة.
لا يوجد تعريف واضح لماهية المزرعة العمودية، لكنها تتكون عادةً من أواني مكدسة داخل مبنى، مضاءة بمصابيح LED في كل مستوى، والعديد من المزارع العمودية بلا نوافذ وبعضها مبني تحت الأرض.
توفر هذه الأنواع من المزارع كل شيء -الماء والمغذيات وأشعة الشمس وربما الملقحات- وفي حين أن التقنية تبشر بالكثير في هذا الشأن، إلا أن التكاليف لا تزال مرتفعة.
تستخدم المزارع الرأسية بشكل متزايد أنظمة الزراعة المائية أو الهوائية، حيث يتم توزيع المياه أو بخار الماء الممتلئ بالمغذيات مباشرة حول جذور النبات.
وتقول لاورا فايكرز، عالمة الأحياء النباتية: “لا توجد مادة عضوية “، وهذا يعني أن استخدام المزارع العمودية يمكن أن يقلل بشكل كبير من المياه والأسمدة اللازمة لزراعة الغذاء، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تساعد البيئة المغلقة والمراقبة للمزارع العمودية في منع دخول الآفات، مما يقلل بدوره من الحاجة إلى المبيدات.
ويمكن أن تسمح التقنية أيضًا للمحاصيل بالنمو في المواقع التي لا يمكن فيها الزراعة التقليدية، حيث إن رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، على سبيل المثال، يزرعون طعامهم في أنظمة بدون تربة تحت أضواء LED.
بشكل عام، فإن المساحة الصغيرة من الأرض اللازمة للمزارع العمودية تعني أنه يمكن زراعة الطعام بالقرب من المدن، كما تقول ناتاليا فالاجان، مهندسة من جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة: “يمكن أن تؤدي سلاسل التوريد الأقصر إلى تحسين كل من الأمن الغذائي ونوعية الغذاء، نظرًا لأنه كلما وصلنا الغذاء بشكل أسرع، يتراجع تدهور العناصر الغذائية”.
هل تختفي الزراعة من الوطن العربي بسبب تغير المناخ؟
أوكرانيا تخسر 1.5 مليار دولار شهريًا في مجال الزراعة.. الحل عبر هذه الدولة
بـ100 مليون شجرة.. “نيوم” تبادر بالزراعة وتأهيل الأراضي والمحميات
