تقدّمت شركات التكنولوجيا قائمة القطاعات الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي التوليدي في 2024، بنسبة بلغت 88٪ من الموظفين.
وضاعفت الشركات اعتمادها على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال النصف الثاني من عام 2024، بعد أن ارتفعت نسبة المؤسسات التي تستخدم هذه التقنيات في خمس وظائف أو أكثر إلى 16٪، مقارنة بـ8٪ فقط في النصف الأول من العام، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة «ماكنزي» للاستشارات الإدارية.
واعتمد التقرير الذي أعدته «ماكنزي آند كومباني» («McKinsey & Company»)، وهي إحدى أبرز شركات الاستشارات الإدارية عالميًا، على مسح ميداني شمل 1491 موظفًا من قطاعات مختلفة، وأظهرت النتائج أن 71٪ منهم باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظيفة واحدة على الأقل بحلول يوليو 2024، صعودًا من 65٪ في يناير من العام نفسه.
استحوذ قطاع التكنولوجيا على الصدارة بنسبة استخدام بلغت 88٪ من الموظفين، وفقًا للتقرير، حيث اعتمدت الشركات التقنية على الذكاء الاصطناعي في وظائف مثل التسويق، والمبيعات، وكتابة التعليمات البرمجية، وتحليل البيانات، وخدمة العملاء.
وساهمت أدوات مثل «تشات جي بي تي» وتطبيقات توليد الصور والفيديو في تسريع وتيرة التبني، حتى بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من دورة الإنتاج داخل كبرى شركات البرمجيات والتقنية حول العالم.
وجاءت «الخدمات المهنية» في المرتبة الثانية بنسبة 80٪، وتشمل قطاعات المحاماة، والاستشارات، والمحاسبة، والخدمات الإدارية.
استخدم العاملون في هذه القطاعات أدوات الذكاء الاصطناعي لإعداد التقارير، وتطوير العروض، والرد الآلي على العملاء، وتحليل اتجاهات السوق.
تلتها «الصناعات المتقدمة» مثل الطيران، وأشباه الموصلات، والإلكترونيات الدقيقة بنسبة 79٪، مع تركّز الاستخدام في وظائف التسويق، بينما ظل الاعتماد منخفضًا في أقسام الامتثال وإدارة المخاطر.
سجّلت قطاعات مثل الطاقة والمواد الخام (59٪)، والرعاية الصحية والأدوية (63٪)، والسلع الاستهلاكية (68٪) نسبًا أقل في الاستخدام، رغم توسع سوق الأدوات المتاحة.
وركّز التقرير على ضعف تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائف التصنيع وسلاسل الإمداد، حيث بلغ الاستخدام 5٪ و7٪ فقط على التوالي، ما يكشف فجوة تقنية بين القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وأكّدت «ماكنزي» أنّ «المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي باتت من بين الأعلى طلبًا في سوق العمل العالمي»، حيث تدفع هذه المهارات نحو إنتاج أسرع، وقرارات أكثر دقة، وتفاعلات شخصية مع العملاء، ما يجعلها ركيزة أساسية في التوظيف داخل القطاعات المتقدمة تقنيًا.
وبحسب التقرير، لم يعد الذكاء الاصطناعي رفاهية مهنية، بل أصبح شرطًا للاستمرار والمنافسة في أسواق العمل الحديثة.