ما هي المعادن الأرضية النادرة في صفقة أمريكا والصين التجارية؟

أكتوبر ٣٠, ٢٠٢٥

شارك المقال

ما هي المعادن الأرضية النادرة في صفقة أمريكا والصين التجارية؟

سعت الاتفاقية التجارية الجديدة بين الولايات المتحدة والصين إلى حل إحدى أبرز نقاط الخلاف في الحرب التجارية المستمرة بين البلدين؛ السيطرة على العناصر الأرضية النادرة، وهي معادن حيوية تدخل في صناعات التكنولوجيا والطاقة والدفاع.

ورغم جولات المفاوضات المكثفة خلال الأشهر الماضية، ظلت الصين تتراجع عن وعودها السابقة لإدارة ترامب بتحرير سوق المعادن النادرة، ولم تنفذ تعهداتها بتسريع إصدار تراخيص للشركات الأمريكية. بل شددت في وقت سابق من هذا الشهر القيود المفروضة على تصدير تلك المعادن، موسّعةً نطاق الرقابة بشكل كبير.

وتضمن الاتفاق الذي أُبرم اليوم الخميس، تعهدًا صينيًا بالتراجع عن القيود الجديدة المفروضة مؤخرًا، رغم استمرار بعض الإجراءات السابقة المعلنة في أبريل. وتعود جذور الصراع حول المعادن النادرة إلى ما قبل الإدارة الحالية؛ إذ نجحت بكين على مدى سنوات في بناء هيمنة شبه كاملة على إنتاجها ومعالجتها، ضمن استراتيجية صناعية طويلة المدى.

ما هي العناصر الأرضية النادرة؟

تشمل العناصر الأرضية النادرة 17 معدنًا في الجدول الدوري، أبرزها السكانديوم والإيتريوم وسلسلة اللانثانيدات. ورغم اسمها، فإنها ليست نادرة فعليًا، بل منتشرة في القشرة الأرضية بكميات تفوق الذهب، غير أن استخراجها ومعالجتها صعب ومكلف وملوّث بيئيًا.

تُعد هذه العناصر مكوّنًا أساسيًا في معظم التقنيات الحديثة، بدءًا من الهواتف الذكية وشاشات LED وتوربينات الرياح، وصولًا إلى بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الطبية المتقدمة. كما تُستخدم في المعدات العسكرية الأمريكية، مثل مقاتلات F-35، والغواصات، والأقمار الصناعية، وصواريخ توماهوك، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).

السيطرة الصينية على السوق

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تُنتج الصين نحو 61% من المعادن النادرة الخام في العالم، وتتحكم في 92% من عمليات معالجتها، ما يمنحها نفوذًا كبيرًا على سلاسل الإمداد العالمية.

وتُصنّف هذه المعادن إلى نوعين: خفيفة وثقيلة، وتُعد الأخيرة أكثر ندرة وتعقيدًا في الفصل والمعالجة، وهي مرحلة تعتمد فيها الولايات المتحدة بالكامل تقريبًا على الصين. وذكرت مديرة برنامج أمن المعادن الحرجة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، جريسلين باسكاران، أن حتى بداية العام الجاري “كانت أمريكا ترسل المعادن النادرة الثقيلة المستخرجة من كاليفورنيا إلى الصين لمعالجتها”، قبل أن تُعطّل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب هذه العملية.

وقالت جريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الحرجة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لشبكة CNN: “حتى بداية العام، كنا نرسل المعادن النادرة الثقيلة التي استخرجناها في كاليفورنيا إلى الصين للفصل”.حالياً، لا تمتلك الولايات المتحدة سوى منجم واحد نشط للعناصر الأرضية النادرة في كاليفورنيا.

أهمية المعادن النادرة في الحرب التجارية

تُوظف بكين المعادن النادرة كـ”ورقة ضغط رئيسية” في صراعها التجاري مع واشنطن. وكانت القيود الأخيرة على تصديرها محور النقاش بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب خلال لقائهما في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية.

وفي مطلع الشهر الجاري، أضافت الصين خمسة عناصر نادرة جديدة؛ من بينها الهولميوم والإربيوم والإيتربيوم، إلى قائمة المواد الخاضعة لتراخيص التصدير، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 12 عنصرًا. كما فرضت قيودًا على تصدير تقنيات إنتاجها إلى الخارج.

وكان ترامب قد هاجم القيود الصينية في يونيو الماضي عبر منصة “تروث سوشيال”، متهمًا بكين بـ”انتهاك الهدنة التجارية” باستمرارها في فرض الضوابط التصديرية.

وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الولايات المتحدة استوردت نحو 70% من احتياجاتها من المعادن ومركباتها من الصين بين عامي 2020 و2023، ما يفسر حساسية هذا الملف في العلاقات التجارية بين البلدين.

أقرأ أيضًا:

صفقة “ترامب” مع “شي”.. مكسب للصين أم مخاطرة لأمريكا؟

لماذا يسعى ترامب لتقويض هيمنة الصين على المعادن النادرة؟

ترامب يهدد الصين.. لماذا قد تتجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech