logo alelm
بحلول عام 2035.. كيف ستكون هواتفنا الذكية في المستقبل؟

لم تعد الهواتف الذكية في الوقت الحالي مجرد وسيلة للاتصال، بل أصبحت نافذتنا على العالم ومساعد شخصياً لنا، حيث شهدت السنوات الماضية تطورًا سريعًا باستبدال الهواتف ذات الأزرار بالشاشات اللمسية الحديثة، وبالطبع لن يقف التطور عند ذلك الحد فنحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة في عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية، خاصة مع اندماج الذكاء الاصطناعي في حياتنا بشكل أكبر، فكيف ستكون هواتفنا في المستقبل بحلول عام 2035؟.

نظارات ذكية بدلًا من الهواتف

يرى مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن هواتفنا الذكية قد يصبح استخدامها محدوداً بحلول عام 2035، وأنه سيتم الاستغناء عنها واستبدالها بأجهزة أخرى مثل النظارات الذكية، حيث أكد في وقت سابق أن النظارات ستصل إلى مرحلة تجعل هاتفك يبقى في جيبك لفترة أطول، لأنك ستفعل معظم الأشياء على نظارتك بدلًا من هاتفك.

“قد لا تحتاج إلى هاتفك الآيفون بعد عشر سنوات من الآن” … هكذا قال إيدي كيو نائب الرئيس الأول للخدمات في شركة آبل، مرجحًا أن ذلك لن يكون قبل منتصف العقد المقبل.

ومن ناحية أخرى أكد عدد من محللي الصناعة ومصنعي الهواتف أن الهواتف الذكية لا تزال تلعب دورًا هامًا في حياتنا اليومي، خاصةً فيما يتعلق بالتواصل مع جميع التقنيات الأخرى في حياتك، حيث صرح جيف سنو، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتجارب برامج الهواتف المحمولة في موتورولا بأن الهواتف الذكية ستبقى محورية، لكنها ستعمل بشكل متزايد جنبًا إلى جنب مع الأجهزة القابلة للارتداء والأنظمة البيئية المتصلة لتوفير تجارب سلسة واعية بالسياق.

ويوضح كبير المحللين في شركة Techsponential آفي غرينغارت، إن الهواتف الذكية ستتحول إلى مركز تحكم للأجهزة القابلة للارتداء والتقنيات المحيطة، حيث ستوفر الاتصال، والتخزين، والطاقة. كما ستعمل شاشة اللمس كأداة إدخال أساسية عندما يتعذر استخدام الأوامر الصوتية، وكشاشة عرض عند الحاجة.

و يبدو أن الهواتف الذكية ستحتفظ بدورها المحوري في حياتنا اليومية، وسيكون الذكاء الاصطناعي سببًا رئيسيًا في ذلك، حيث توقع غرينغارت، أن يُعيد الذكاء الاصطناعي ابتكار طريقة مختلفة للتفاعل مع هواتفنا والعالم الرقمي ككل .

وبالنظر إلى التحديثات التي طرأت على الهواتف خلال السنوات الأخيرة، فقد شهدت الهواتف الذكية تحسنًا كبيرًا في أداء وكفاءة استهلاك الطاقة، بفضل تصغير حجم شرائح السيليكون الإلكترونية في أجهزتنا، مما أتاح وضع المزيد من الترانزستورات في مساحات ضيقة. وحاليًا تعتمد العديد من الهواتف المتقدمة على شرائح بتقنية 3 نانومتر، مع توقعات بقدوم شرائح بتقنية 2 نانومتر قريبًا.

ووفقًا لكريس باتريك، نائب الرئيس الأول والمدير العام لقسم الهواتف المحمولة في شركة كوالكوم، فإن الابتكار لا يزال مستمراً في رقاقات الهواتف مع التركيز على تصغير الحجم وتحسين كفاءة الطاقة بشكل يفوق التطور السابق في الترانزستورات. ويؤكد أن التطور الأكبر حاليًا يكمن في التفاعل بين البرمجيات والأجهزة، وفي الوقت نفسه، تستمر شاشات الهواتف في التزايد حجمًا، حتى مع ظهور الهواتف القابلة للطي كوسيلة لزيادة مساحة الشاشة مع الحفاظ على سهولة حمل الجهاز.

تطور شاشات الهواتف في المستقبل

صرّح سنو الرئيس التنفيذي لشركة موتورولا، بأن المستهلكين اليوم يفضلون الشاشات الكبيرة للبث والألعاب، ولكن في أجهزة سهلة الحمل، مشيرًا إلى أن هذا التوجه هو ما يدفع الابتكارات في تصميم هواتف الأجهزة القابلة للطي تجمع بين سهولة الحمل والإمكانيات المتقدمة.

ومن جهته، توقع روس يونغ، المؤسس المشارك لشركة Counterpoint Research، استمرار انتشار الهواتف ذات الشاشات القابلة للطي، مع إمكانية ظهور شاشات قابلة للّف إذا تم حل مشاكل المتانة واستهلاك الطاقة، مشيرا إلى أن إنتاج شاشات أكثر كفاءة للهواتف الذكية سيكون له تأثير إيجابي على عمر البطارية.

وبينما يتواصل إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G)، بدأ العمل بالفعل على معيار شبكات الجيل السادس (6G) الذي من المتوقع أن يُطلق حوالي عام 2030، والذي سيوفر سعة أعلى وزمن وصول أقل، بالإضافة إلى سرعات أعلى لشبكات الهاتف المحمول، على أمل أن تُتيح هذه المزايا استخدامات جديدة للاتصال اللاسلكي.

كما أنه من المتوقع أيضًا أن نشهد تأثيرًا كبيرًا لتقنية الجيل السادس (6G) في مجالات مثل القيادة الآلية والأجهزة الذكية المتصلة، مع إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الاتصال بين هاتفك وأبراج الاتصالات الخلوية.

دور الذكاء الاصطناعي

من المتوقع أيضًا أن يتجاوز دور الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية مجرد الأدوات التوليدية مثل التحرير والترجمة الفورية، فبدلاً من ذلك، يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى مساعد استباقي يُدير جوانب مختلفة من حياتك اليومية عبر هاتفك، ويرى آرثر لام، مدير الذكاء الاصطناعي في شركة OnePlus، بأن الهواتف الذكية كانت تعمل كمنصة لربط التطبيقات المختلفة بشكل منفصل، إلا أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيغير هذا المفهوم، حيث سيقوم بربط الخدمات المتنوعة معًا لمساعدة المستخدمين على إنجاز مهامهم بشكل أسهل وأكثر سلاسة.

وفي رؤية مشابهة للمستقبل، يتوقع آرثر لام أن يتحول الهاتف الذكي إلى “مساعد شخصي أمثل” يعرف عادات المستخدم وتاريخه، ويقوم بإنجاز المهام عبر مختلف التطبيقات والخدمات، ولن يقتصر عمل هذا المساعد على الهاتف وحده، بل سيمتد ليشمل الأجهزة الأخرى مثل الساعات والأجهزة اللوحية، مما يوفر تجربة متكاملة بين كل الأجهزة.

اقرأ أيضًا :

كيف حوّلت جوجل ملايين الهواتف الذكية إلى نظام عالمي لإنذار الزلازل؟

استخدام الهواتف الذكية يقلل خطر الإصابة بالخرف

هل يشبه إدمان الهواتف الذكية إدمان التدخين؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

لا تفعل شيئًا لمدة 90 دقيقة.. مسابقة غريبة في كوريا الجنوبية

المقالة التالية

وظائف أحلام جيل ألفا