يبرز الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء كابتكارين رئيسيين هما الأكثر تداولًا حول العالم بفضل ما يحققاه من طفرة تقنية في مختلف الصناعات، كما أنهما مترابطان رغم اختلاف وظائفهما ما يجعل من السهل طمس الفروق بينهما. ولكن الاستفادة من مميزات كلا من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء يتطلب فهمًا دقيقًا لتعريف لكلا منهما ووظائفه المحددة وكذلك أبرز الفروق بينهما والإمكانات اللامحدودة لهما.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
يُشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى ابتكار آلات وأدوات قادرة على محاكاة المهام التي ينفذها البشر والتي تتطلب قدرات إدراكية وذكاء لا يتوافر إلا لدى الإنسان. وهذه الآلات يتم تدريبها من خلال كم هائل من البيانات يمكنها من فهم اللغة وتقديم حلول للمشكلات المعقدة والإجابة عن جميع التساؤلات بمنطقية كما يفعل البشر. وتدخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة ومنها أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة والتمويل.
مميزات الذكاء الاصطناعي
- معالجة البيانات بكميات كبيرة وبدقة عالية.. وهو ما يمكّن الشركات في قطاع الأعمال من اختصار الكثير من الوقت والجهد واتخاذ قرارات حاسمة بسهولة.
- تحسين تجربة خدمة العملاء.. من خلال توفير ردود سريعة واستجابات فورية على التساؤلات في أي وقت ما يساعد الشركات على تعزيز ولاء عملائها وجذب عملاء جدد.
- تعزيز أمن البيانات.. عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأنشطة المشبوهة بسرعة، وهذا النهج الاستباقي يساعد في تعزيز الثقة في المؤسسات المالية والمصرفية.
- التحليلات التنبؤية.. من خلال التعامل مع كميات ضخمة من البيانات التي تساعد على التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتقييم المخاطر واتخاذ قرارات مدروسة.
- تقليل الأخطاء وزيادة الكفاءة.. إذ تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام وتوفير ملاحظات في الوقت الفعلي ما يساهم في تقليل الأخطاء وتحسين الأداء.
عيوب الذكاء الاصطناعي
- التكلفة المرتفعة.. إذ إن إدخال الذكاء الاصطناعي في جميع التطبيقات من أجل إنشاء برامج متكاملة قد يكون مكلفًا للغاية، وقد يكون معقدًا ويتطلب استثمارات ضخمة، بخلاف تكاليف الصيانة والتدريب لضمان الأداء الأمثل بمرور الوقت.
- الافتقار إلى الإبداع.. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع كم هائل من البيانات والتعلم منها وتقديم حلول منطقية، إلا أنه يفتقر إلى التفكير الإبداعي لأنه لا يستطيع محاكاة تخيلات البشر التي تؤدي إلى الابتكار.
- تقليل التدخل البشري.. قد تكون ميزة وعيب في نفس الوقت، إذ إن تبسيط المهام وسرعة إنجازها من قِبل الذكاء الاصطناعي يجعل الحاجة إلى تدخل البشر ضعيفة، ما يوفر لهم القيام بمهام أخرى، ولكن الاعتماد المطلق على تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تتسبب في إعاقة تطوير الفكر النقدي.
- الافتقار إلى التعاطف.. لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل مع المشاعر الإنسانية وأحاسيس البشر ما يتسبب في سوء التفسير والأخطاء.
- مخاوف الخصوصية.. بسبب الكم الكبير من البيانات التي تحتاجه أنظمة الذكاء الاصطناعي للتدريب، فإن المخاوف تتزايد بشأن الخصوصية وحماية البيانات.
ما هو إنترنت الأشياء؟
يتركز مفهوم إنترنت الأشياء على ربط الأشياء اليومية بالإنترنت ما يسهل مشاركة المعلومات بينها، مثل الأجهزة المنزلية كالثلاجات وصولا إلى المركبات المجهزة بتقنيات متطورة مثل أجهزة الاستشعار والبرمجيات التي تمكنها من إرسال واستقبال المعلومات. ويساعد إنترنت الأشياء على ابتكار المزيد من الأجهزة التي تُساعد الإنسان في حياته اليومية مثل التقنيات القابلة للارتداء والمدن والمنازل الذكية التي تُضبط درجة الحرارة والإضاءة تلقائيًا. إنه يُحوّل عالمنا إلى مكان أكثر ترابطًا من خلال الأجهزة الذكية.
مميزات إنترنت الأشياء
- موفر للتكاليف.. من خلال مساعدة الشركات على التنبؤ بالأعطال، ويقلل فترات التوقف ويزيد الإنتاجية.
- معرفة العملاء.. من خلال المساعدة في جمع البيانات الخاصة بهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف ما يوفر رؤية واضحة حول سلوكهم وتفضيلاتهم.
- الحماية.. يمكن للشركات إنشاء منتجات عالية الأمان باستخدام تقنية إنترنت الأشياء في أجهزة مثل كاميرات المراقبة وأجهزة استشعار الحركة، وبالتالي ضمان حماية ممتلكات العملاء بشكل جيد.
عيوب إنترنت الأشياء
- انعدام الأمن.. خصوصًا مع فكرة جمع البيانات والمعلومات من مصادر متعددة ما يثير مخاوف الخصوصية.
- تكلفة كبيرة.. على غرار الذكاء الاصطناعي يتطلب تطبيق إنترنت الأشياء في أي شركة إلى شبكة من الأجهزة الذكية ومصادر للكهرباء وأنظمة اتصالات.
ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟
يمتلك كلا من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إمكانات هائلة ومتطورة، ولكن الفرق بينهما يكمن في الوظائف، فالذكاء الاصطناعي يعمل على تحليل البيانات وتقديم حلول منطقية مدروسة، فيما يعمل إنترنت الأشياء على جمع البيانات وتخزينها.
من ناحية أخرى، يعمل الذكاء الاصطناعي على التعلم من الأنماط والسلوكيات، ويعتمد على خوارزميات التعلم العميق، فيما يعمل إنترنت الأشياء على جمع بيانات المستشعرات ويسهل من تطوير الخوارزميات للتعبير عن سلوك النظام. وفيما يتعلق بالتفاعلات التلقائية مع المُدخلات، يتناقض الذكاء الاصطناعي مع تخزين إنترنت الأشياء لاستجابات مُحددة مسبقًا تُطلقها الأجهزة.
على الرغم من اختلاف الوظائف والأهداف، إلا أن الباب دائمًا مفتوحًا للتكامل بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، خصوصًا في ظل التشابه بينهما في العديد من النواح مثل: التعامل مع البيانات، والقدرة على الأتمتة، وقدرتهما على تحسين الإنتاجية.