أغلبية الأمريكيين يعتقدون أن ترامب كان على علم بأنشطة إبستين

ديسمبر ١٣, ٢٠٢٥

شارك المقال

أغلبية الأمريكيين يعتقدون أن ترامب كان على علم بأنشطة إبستين

مع اقتراب الموعد المحدد لإطلاق الملفات المتعلقة بجيفري إبستين، تتزايد التكهنات في الولايات المتحدة حول مدى معرفة الرئيس دونالد ترامب بالأنشطة المزعومة لإبستين. ويوم الجمعة، ظهرت دفعة جديدة من الوثائق والصور التي جمعها الديمقراطيون في مجلس النواب، والتي تتضمن صورًا لترامب مع شخصيات بارزة أخرى مثل بيل كلينتون، وستيف بانون، وريتشارد برانسون، مأخوذة من مجموعة ضخمة من الصور التي تركها إبستين.

رغم ذلك، يؤكد الخبراء أن هذه الصور، رغم أنها وثقت العلاقات بين إبستين وشخصيات نافذة، لا تُثبت ارتكاب أي مخالفات من قبل هؤلاء الأشخاص، ولم توجه لهم أي اتهامات رسمية.

المثير للانتباه، حسبما أظهر استطلاع رأي نشر صباح الجمعة، أن شريحة كبيرة من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب كان على علم بأمر مريب، حتى قبل أن تصبح التفاصيل معروفة للعامة. الاستطلاع الذي أجرته "رويترز" و"إيبسوس" كشف أن 60% من المستطلَعين يعتقدون أن من غير المحتمل أو من المستحيل أن يكون ترامب لم يكن على علم بما كان يفعله إبستين. بينما اعتقد 18% فقط أن ترامب لم يكن على علم بشكل محتمل. وتعني هذه النسبة أن من يعتقدون بوعي ترامب تتجاوز ثلاثة أضعاف من يظنون عكس ذلك، وحتى بين الجمهوريين، أظهر 39% منهم قناعة بأن ترامب كان على علم، مقابل 34% يعتقدون عكس ذلك.

عدم الثقة في براءة ترامب

على الرغم من عدم توجيه أي اتهام رسمي لترامب في قضية إبستين، ونفيه المتكرر لأي تورط، فإن استطلاعات الرأي لا تعكس ثقة كاملة في براءته. استطلاع آخر أجرته "ياهو نيوز" بالتعاون مع مؤسسة "يوجوف" في يوليو الماضي، كشف أن نحو نصف الأمريكيين يعتقدون أن ترامب كان على علم بالجرائم المزعومة، بينما 24% فقط شككوا في هذا الاحتمال، والبقية كانوا مترددين أو محايدين. حتى الجمهوريون لم يتبنوا موقفًا قاطعًا، حيث رفض 55% منهم فقط فكرة علم ترامب، بينما اعتقد 13% أنه ربما شارك في جرائم إبستين، وكان ثلثهم محايدًا.

وتشير هذه المؤشرات إلى أن جزءًا كبيرًا من الرأي العام، بما في ذلك بعض الجمهوريين، يرى أن ترامب ربما كان على دراية بأنشطة إبستين، أو على الأقل قد يكون على معرفة بما يحدث. وهذا يوضح أن نشر المزيد من الوثائق والصور التي تحمل اسم ترامب قد يسبب له أضرارًا سياسية، حتى في حال عدم وجود دليل مباشر على تورطه.

ووصف البيت الأبيض الوثائق التي نشرها الديمقراطيون بأنها "خدعة"، مؤكدًا أن الصور ورسائل البريد الإلكتروني لا تثبت أي مخالفات من ترامب، وأن الإدارة قدمت دعمًا أكبر لضحايا إبستين مما قدمه الديمقراطيون.

ومع ذلك، هناك عوامل قد تفسر سبب تصديق الكثير من الأمريكيين لاحتمال تورط ترامب، من بينها صياغة أسئلة الاستطلاع التي لم تحدد طبيعة الجرائم، وكذلك الاعتقاد السائد بأن الأشخاص ذوي النفوذ معرضون لارتكاب مخالفات معينة. وظهرت هذه الظاهرة سابقًا في استطلاعات الانتخابات لعام 2024، حيث أقر 54% من الناخبين بأن ترامب ربما ارتكب جرائم فيدرالية، و63% أظهروا شكوكًا حول سلوكه خلال فضيحة أوكرانيا عام 2020.

إضافة إلى ذلك، أسلوب تعامل ترامب مع ملفات إبستين أثار تساؤلات حول مدى صدقه. فقد أدلى بتصريحات متضاربة حول علاقته بإبستين، وتأخر في الكشف عن معرفته بتورط جيسلين ماكسويل في تجنيد موظفة صغيرة من مار-أ-لاغو، وهي فيرجينيا جوفري. كما تشير رسائل إبستين الإلكترونية المنشورة حديثًا إلى أن ترامب كان على علم بأن إبستين كان مهتمًا بالشابات، بما في ذلك تصريح إبستين عام 2019: "بالطبع كان يعلم بأمر الفتيات"، وفي رسالة أخرى عام 2011 وصف ترامب بأنه "الكلب الذي لم ينبح"، مشيرًا إلى ساعات قضتها جوفري مع الرئيس السابق.

وتفسر كل هذه الأدلة والتلميحات سبب قناعة جزء كبير من الأمريكيين بأن ترامب ربما كان على علم بجرائم إبستين أو كان لديه معرفة بها. ومع اقتراب موعد يوم الجمعة لإصدار ملفات وزارة العدل، يواجه ترامب ضغطًا سياسيًا حقيقيًا، إذ أن الرأي العام يبدو مستعدًا للاعتقاد بوجود معلومات مخفية، حتى قبل صدور الوثائق بشكل كامل.

اقرأ أيضًا:
إبستين.. ما خفي أعظم
إبستين وترامب.. خفايا العلاقة التي تطارد الرئيس الأمريكي
مصطلحات عليك معرفة معانيها لفهم قضية إبستين

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech