إبستين وترامب.. خفايا العلاقة التي تطارد الرئيس الأمريكي

نوفمبر ٢٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

إبستين وترامب.. خفايا العلاقة التي تطارد الرئيس الأمريكي

تشكّل العلاقة بين رجل الأعمال الراحل والمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، ورئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، أداة ضغط على الأخير، حيث تزايدت الضغوط على الإدارة الأمريكية مؤخرًا بسبب التضارب في التصريحات حول طبيعة العلاقة وتوقيت انتهائها.

وبالرغم من أن الصداقة بين إبستين وترامب كانت موثقة جيدًا في أوساط النخبة الاجتماعية في نيويورك وبالم بيتش، إلا أن تاريخ انقطاعها الفعلي لا يزال لغزًا، ويتراوح بين روايات تدور حول عام 2004 و2007، وبين تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي ومقربون منه في أوقات لاحقة.

ويعتبر الكشف عن هذه التفاصيل أمرًا بالغ الأهمية، خاصة مع استمرار الضغوط من الكونغرس للكشف عن وثائق التحقيق المتعلقة بإبستين.

العلاقة القديمة بين إبستين وترامب

ترسخت العلاقة بين إبستين وترامب في أواخر الثمانينيات واستمرت خلال التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، حيث جمعتهما دوائر اجتماعية متشابهة في نيويورك وبالم بيتش بولاية فلوريدا.

ووثّق ترامب هذه العلاقة في مقابلة أجراها مع مجلة نيويورك عام 2002، حيث وصف إبستين بأنه "رجل رائع"، كما أشار أن كلاهما يتشاركان في "الولع بالنساء الجميلات"، وذلك في إشارة تحمل دلالة أن بعضهن "على الجانب الأصغر سنًا".

تضمنت طبيعة العلاقة الاجتماعية حضورًا مشتركًا في الحفلات والفعاليات، لا سيما تلك التي أقيمت في نادي ترامب الخاص "مارالاغو".

كما تشير سجلات طيران طائرة إبستين الخاصة، المعروفة بـ "لوليتا إكسبريس"، إلى سفر ترامب وعائلته، بما في ذلك زوجته آنذاك مارلا مابلز وابنته تيفاني، عدة مرات على متنها في منتصف التسعينيات.

وبالرغم من أن ترامب سعى لاحقًا للنأي بنفسه، فإن وجود اسمه في دفتر عناوين إبستين يؤكد عمق وتواصل العلاقة الاجتماعية التي جمعت بين إبستين وترامب لفترة طويلة.

تضارب الروايات حول انقطاع العلاقة بين ترامب وإبستين

تُعد نقطة انقطاع العلاقة بين إبستين وترامب هي الأكثر غموضًا، حيث قدم ترامب ومقربوه ثلاث روايات رئيسية ومتضاربة حول سبب وتوقيت القطيعة:

  • نزاع العقارات (نوفمبر 2004): تشير تقارير صحيفة واشنطن بوست أن الخلاف بدأ في عام 2004 بسبب منافسة شديدة في مزايدة على قصر "ميزون دو لاميتي" في بالم بيتش، ووصف الوصي في قضية الإفلاس آنذاك المواجهة بأنها كانت صراعًا بين "اثنين من أكبر المتغطرسين في بالم بيتش"، وانتهى بفوز ترامب بالمزاد، ما أحدث شرخًا في العلاقة.
  • سلوك غير لائق (أكتوبر 2007): تفيد تقارير أخرى، ومنها ما أورده صحفيون من "ميامي هيرالد" و"وول ستريت جورنال"، بأن ترامب منع إبستين من دخول "مارالاغو" في أواخر عام 2007، وحدث ذلك بعد أن تصرف إبستين بشكل غير لائق تجاه ابنة مراهقة لأحد أعضاء النادي، كما أكد ترامب نفسه هذه الرواية للمحامي براد إدواردز، الذي مثل ضحايا إبستين، في عام 2009.
  • سرقة الموظفات (التصريح الأخير): زعم ترامب في يوليو 2024 أن السبب الحقيقي لإنهاء العلاقة هو قيام إبستين "بسرقة" موظفات يعملن في منتجع "مارالاغو" الصحي، حيث قال: "لقد سرق أشخاصًا عملوا من أجلي، وطردته من المكان، فهو شخص غير مرغوب فيه"، كما أشار ترامب إلى أن الضحية فيرجينيا جوفري كانت من بين الموظفات اللاتي زعمت غيلين ماكسويل تجنيدهن أثناء عملها في المنتجع.

تصريحات ترامب عن إبستين بعد انفجار القضية

سعى ترامب بشكل متكرر للنأي بنفسه عن إبستين وترامب بعد توجيه اتهامات الاتجار بالجنس لإبستين في عام 2019.

في يوليو من ذلك العام، أكد ترامب للمراسلين أنه "لم يكن معجبًا به" وأنه لم يتحدث معه "منذ 15 عامًا"، ما يعني أنه يتبنى رواية انقطاع العلاقة في عام 2004.

تضمنت الملفات التي كشفها الكونغرس لاحقًا في عام 2019 رسالة بريد إلكتروني يُزعم أن إبستين أرسلها إلى المؤلف مايكل وولف، حيث أشار فيها أن ترامب "بالتأكيد كان يعرف عن الفتيات، لأنه طلب من غيلين التوقف"، كما زعم أن إحدى ضحاياه "قضت ساعات" في منزل إبستين مع ترامب، وقد نفى البيت الأبيض هذه المزاعم جملة وتفصيلاً.

وبالرغم من تعهد ترامب في حملته الانتخابية بالإفراج عن ملفات إبستين، فقد واجهت إدارته صعوبات في تنفيذ ذلك، حيث أثارت هذه التناقضات غضبًا بين قاعدة مؤيديه الذين طالبوا بالشفافية الكاملة.

الصراع في الكونغرس وضغط الديمقراطيين

يتداول اسم ملف إبستين في الكونغرس بكثرة مؤخرًا، حيث يضغط الديمقراطيون والأصوات المعارضة داخل الحزب الجمهوري بقوة للمطالبة بالإفراج عن جميع وثائق التحقيق التي جمعتها وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

ويهدف الديمقراطيون، من خلال الضغط على هذا الملف، إلى رفع أسئلة حول مدى معرفة ترامب المسبقة بسلوك إبستين الإجرامي، خاصة بعد أن أظهرت سجلات فيرجينيا جوفري أن تجنيدها تم في "مارالاغو".

أدت هذه الضغوط السياسية إلى اضطرار ترامب لقلب موقفه والإيعاز للجمهوريين بالتصويت لصالح إجبار وزارة العدل على الكشف عن الملفات.

وشهدت عملية الكشف عن الملفات نفسها صراعًا مستمرًا، حيث أثيرت تساؤلات حول محاولة الإدارة إبطاء الإفراج عن الوثائق، كما أن رفض ترامب المتكرر للإجابة عن أسئلة الصحفيين بخصوص علاقته بإبستين، مما وصل إلى حد توجيه الإهانات لهم، أشار أن هذا الملف لا يزال نقطة ضعف حساسة للغاية بالنسبة للرئيس.

وغير "ترامب" موقفه مؤخرًا، حيث طالب بنفسه بالكشف عن الوثائق وأصدر مشروع قانون لتسريع العملية، زعمًا منه أنه لم متأكد من عدم تورّطه في أي من جرائم إبستين.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech