أثارت عملية الكشف عن وثائق المحكمة المتعلقة بقضية المعتدي الجنسي المدان جيفري إبستين صدمة دولية، بعد أن سمح أمر قضائي في نيويورك بالكشف عن أسماء العشرات من الأشخاص الذين تربطهم صلات به.
تضمنت هذه الوثائق، التي تجاوزت 900 صفحة، إشارات إلى شخصيات عامة بارزة، من بينهم الأمير أندرو، أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وعدد من الضحايا المزعومين.
الأمير أندرو على رأس قائمة جيفري إبستين
جاء اسم الأمير أندرو، دوق يورك، متكررًا في الوثائق التي تم الكشف عنها، وذلك بفضل شهادة يوهانا سجوبرغ.
تصف سجوبرغ، التي زعمت أنها جُندت في البداية كمساعدة من قبل غيلين ماكسويل عندما كانت تبلغ 20 عامًا، لقاءها بالأمير أندرو في منزل جيفري إبستين بمدينة نيويورك في عام 2001.
وتُشير رواية سجوبرغ إلى واقعة مفصلة حدثت أثناء التقاط صورة، حيث قالت إن غيلين ماكسويل أحضرت دمية للأمير أندرو إلى غرفة المعيشة، كما أن تيلا ديفيز جلست على حجر الأمير، بينما جلس الأمير أندرو على حجرها.
ونفى الأمير أندرو بشدة أي تهم تتعلق بسوء السلوك أو المعرفة بجرائم إبستين، وفي عام 2022، توصل الأول إلى تسوية مدنية مع إحدى ضحايا إبستين، فيرجينيا جوفري، كما أعرب عن ندمه على ارتباطه برجل الأعمال الامريكي، وأثنى على شجاعة الناجيات.
السياسيون الأمريكيون في قائمة جيفري إبستين
تضمنت وثائق قائمة جيفري إبستين أسماء اثنين من رؤساء أمريكا، هم بيل كلينتون ودونالد ترامب.
ذُكر اسم بيل كلينتون مرات عديدة، ولكن دون وجود أي تلميح لارتكابه أي عمل إجرامي، ومع ذلك، شهدت يوهانا سجوبرغ بأن جيفري إبستين أخبرها ذات مرة أن الأول "يُفضل الفتيات الصغيرات"، وهو اتهام نفته مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي الأسبق.
كما حاولت فيرجينيا جوفري، التي رفعت الدعوى المدنية الأساسية في القضية، إجبار كلينتون على الشهادة تحت القسم حول طبيعة علاقته بإبستين، وذلك بوصفه "شخصًا رئيسيًا".
وأكد كلينتون في السابق أنه سافر على متن طائرة إبستين الخاصة أربع مرات لأغراض إنسانية قبل أن تبدأ التحقيقات الجنائية ضد الممول، كما نفى علمه بجرائم إبستين.
وتشير الوثائق أيضًا إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب، حيث تضمنت شهادة يوهانا سجوبرغ حول واقعة حدثت في عام 2001، حيث هبطت طائرة إبستين اضطراريًا في نيوجيرسي بسبب الأحوال الجوية.
ذكرت سجوبرغ أن إبستين اقترح الاتصال بترامب والتوجه لزيارته في أحد كازينوهاته في أتلانتيك سيتي.
ولم تتضمن الوثائق أي اتهامات بسوء سلوك ضد ترامب، كما أكدت سجوبرغ أنها لم تقدم لترامب أي "تدليك".
وبالرغم من أن ترامب وصف إبستين في مقابلة سابقة بأنه "رجل عظيم"، إلا أنه نفى أي علم بنشاطه الإجرامي.
شخصيات عالمية ارتبطت بإبستين
كشفت الوثائق عن أسماء أخرى من مختلف المجالات، مما يوسع نطاق شبكة جيفري إبستين الاجتماعية، ومن أبرزها:
- بيل ريتشاردسون: ذُكر الحاكم السابق لنيو مكسيكو في إفادة فيرجينيا جوفري بأنها أُجبرت على ممارسة الجنس معه، وبالرغم من نفي ريتشاردسون، قبل وفاته، لقاءه بجوفري على الإطلاق، إلا أنه لم يواجه أي تهم جنائية.
- مايكل جاكسون: أكدت يوهانا سجوبرغ أنها التقت بالمغني الراحل في قصر إبستين في بالم بيتش، إلا أنها لم توجه أي اتهامات بسوء سلوك ضده، كما نفت تقديم أي "تدليك" له.
- ديفيد كوبرفيلد: ذكرت سجوبرغ أنها التقت بالساحر الشهير في أحد منازل إبستين، حيث قدم بعض الحيل السحرية، وقالت سجوبرغ إن كوبرفيلد سألها عما إذا كانت تعلم أن الفتيات يتقاضين أجرًا مقابل العثور على فتيات أخريات، إلا أنه لم يذكر تفاصيل محددة.
- إيهود باراك: ذُكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ضمن قائمة الأفراد الذين لهم صلات بجيفري إبستين.
كيفن سبيسي وآل غور وآلان ديرشوفيتز وغيرهم: شملت الوثائق إشارات مختلفة لهؤلاء الأفراد وغيرهم من الشخصيات العامة، إلا أن ورود أسمائهم كان غالبًا في سياق عرضي، كما أن معظمهم نفوا أي علم أو تورط في جرائم إبستين.
ماذا نعرف عن جوفري وماكسويل؟
أوضحت الوثائق المفرج عنها أهمية دور الأفراد الذين كانوا في قلب شبكة إبستين، لا سيما غيلين ماكسويل وفيرجينيا جوفري.
كانت فيرجينيا جوفري هي المدعية الرئيسية في الدعوى المدنية لعام 2015 ضد غيلين ماكسويل التي أدت إلى الكشف عن هذه الملفات، كما وصفت فيرجينيا جوفري كيف قامت غيلين ماكسويل بتدريبها على "العبودية الجنسية" واستدراجها للعيش في عالم إبستين.
وفي المقابل، سعت غيلين ماكسويل صديقة إبستين إلى تشويه سمعة جوفري، حيث أظهرت رسالة بريد إلكتروني من إبستين لغيلين ماكسويل في عام 2015 اقتراحًا بمنح مكافأة لأصدقاء جوفري "لإثبات أن مزاعمها كاذبة".
ولم تقدم الوثائق الجديدة "مزاعم جديدة رئيسية" بخصوص جرائم جيفري إبستين أو شركائه، بل هي عبارة عن سجلات للإفادات والحجج القانونية التي قدمت في الدعوى المدنية.
وتُعدّ الأهمية الحقيقية لهذه الوثائق في أنها رفعت السرية عن أسماء كانت تُعرف سابقًا بالاسم المستعار "جي دو"، كما قدمت تفاصيل حية عن محاولات إبستين وشركائه للعمل في "قائمة جيفري إبستين" للنفوذ حتى بعد إدانته في عام 2008.










