ضحايا جيفري إبستين.. من هن وكيف كشفن قصصهن؟

نوفمبر ٢٤, ٢٠٢٥

شارك المقال

ضحايا جيفري إبستين.. من هن وكيف كشفن قصصهن؟

تكشف شهادات ضحايا جيفري إبستين عن قصص مأساوية لسيدات وقعن فريسة لرجل الأعمال الأمريكي والمقربين منه حين كنّ قاصرات.

ضحايا جيفري إبستين المجهولات

تنتمي غالبية ضحايا إبستين في أوراق التحقيق المسموح بتداولها إلى فئة "ضحايا مجهولون"، ولا تُكشف هوياتهن علنًا، وبخاصة القاصرات منهن، اللاتي غالبًا ما يُشار إليهن بأسماء مستعارة مثل "جين دو"، وهن من تعرضن على مدى عقود إلى شبكة استغلال معقدة تضم مدربين، موظفين، وشبكة تواطُؤ قوية.

لاحقًا، في لائحة الاتهام الفيدرالية التي وُضعت في عام 2019، أُشير إلى أن إبستين قد استغل جنسيًا “عشرات الفتيات القاصرات".

كما ظهرت الكثيرات تحملن اسم “جين دو” في القضايا المدنية، خاصة في الدعوى التي رفعتها فيرجينيا جوفري.

ورغم أهمية قصصهن، تبقى هُويّاتهن محمية قانونيًا، وهو ما يعكس النظام القضائي الذي يمنح خصوصية للناجيات اللواتي كُنّ قاصرات عند وقوع الجرائم.

ضحايا إبستين اللائي تم الكشف عن هوياتهن

ثمة مجموعة من النساء اللواتي قرّرن كسر الصمت ورفع دعوى مدنية، أو منح شهادات علنية، وبهذا أسهمن في كشف تفاصيل شبكة إبستين.

من بين هؤلاء بعض الأسماء التي أصبحت مرادفًا للمسعى من أجل العدالة فيرجينيا جوفري، التي صارت من أبرز الوجوه بين ضحايا إبستين.

قدّمت فيرجينيا شهادة قوية ضد إبستين، ثم ضد غِسلين ماكسويل، حتى وصلت شجاعتها إلى حد اتهام أمير بريطاني بمشاركتهما.

روت جوفري كيف جرى تجنيدها واستغلالها عندما كانت قاصرًا، وكيف أجُبرت على الانخراط في شبكة إبستين التي امتدت إلى أشخاص نافذين، وبفضل شهادتها، انكشفت جوانب كبيرة من العملية.

واستُخدمت ماريا فارمر، وهي فنانة، كطرف محوري في السرد القانوني، إذ كانت من أوائل من قلن إنهن قدمن شكوى جنائية ضد إبستين وماكسويل.

وفي مقابلة مع تلفزيون "CBS"، قالت إن ماكسويل هدّدت حياتها بعد الاعتداء، وإنها شعرت بأن جهات إنفاذ القانون أغفلت تحذيراتها.

كما كشفت ماريا أن منزل إبستين كان مزوَّدًا بكاميرات دقيقة تراقب لحظات خاصة، مما يشير إلى حجم المراقبة والتجنيد المنظم.

وفي شهادتها، عرضت ماريا كيف أنها دخلت إلى شبكة إبستين من موقع مهني (العمل في جمع الأعمال الفنية) لكنها سرعان ما وجدت نفسها في موقف هشّ وخطير.

أما شكوى جينيفر أراوز، ركّزت على استغلالٍ صادم منذ سنّ الرابعة عشرة، وقالت إن امرأة شابة ربطتها بإبستين عبر “تقديم صداقة” خارج مدرستها الثانوية في نيويورك، ثم تطور الأمر إلى التدليك مقابل أموال، قبل أن تتجاوز الأمور إلى اغتصاب قسري.

وفقًا لدعواها، كان يجري ترتيب الاجتماعات بشكل منهجي، حيث تُرسل لها رسائل أو بريد إلكتروني من سكرتيرة إبستين لتأتي إلى منزله، وهناك تتجه إلى غرفة "المساج" حيث تُترك مناشف ومستحضرات، وتتبعها لقاءات جنسية انتهت باغتصابها في إحدى المناسبات.

كيف تم استقطاب ضحايا جيفري إبستين

تُظهر قصص الضحايا وضحايا مجهولين كثيرون أن شبكة إبستين لم تكن مجرد “فرد منحرف” بل منظومة معقدة، إذ لم يقتصر الأمر على الاعتداء الجنسي، بل شمل استغلالًا مؤسسيًا، وتوظيفًا ممنهجًا، ومراقبة، وتهديدات.

ماريا فارمر، على سبيل المثال، تحدّثت عن كاميرات تجسّس في أركان منزل إبستين لتوثيق اللحظات الحميمية، وهو ما يعكس مستوى من التنظيم لمكّن من استغراق سنوات دون محاسبة فورية.

من جهة أخرى، تُثبت دعاوى النساء اللواتي كنّ قاصرات عند التجنيد أن الجناة تعاملوا معهنّ بطريقة مدروسة، بدءًا من بناء ثقة، ووعود بدعم مادي أو مهني مثل عرض الفرص في العمل أو الفن، ثم استخدام ذلك ك قاعدة لاستغلال جنسي دائم.

ما الذي دفع صحايا إبستين للحديث؟

لعبت الناجيات دورًا محوريًا ليس فقط في كشف الجرائم، بل في تحريض الضحايا الآخرين على التحدث، فلم تكن شهادات فيرجينيا جوفري فقط صادمة، بل ملهِمة، وأصبحت بمثابة شعلة بدأ منها الكثير من آخرين للتقدم بدعاوى أو الإدلاء بشهادات.

أما ماريا فارمر، فعبر لوحاتها الفنية التي ترسم فيها ضحايا أبستين، فقد حولت الألم إلى قوة بصرية ترفع من شأن النساء الناجيات اللواتي “لم يُسمع صوتهن”.

كما أن التوقيت له دلالة؛ فكثير من هذه الدعوات والشهادات جاءت بعد سنوات من الصمت، وهو ما يعكس جزءًا من العبء النفسي الكبير الذي تحمّلته الناجيات، والحديث العلني كان في حدّ ذاته فعل مقاومة وشهادة؛ مواجهة لمنظومة كانت تحاول التستر على الجرائم.

تحديات قانونية مستمرة تواجه ضحايا جيفري إبستين

ورغم الاعتراف المتزايد بجرائم إبستين، ثمة تردّد في محاكمة جميع الأطراف، فجيفري مات في 2019، ما أعاق محاكمته، لكن قضايا ماكسويل والتبعات القانونية الأخرى لم تُغلق بعد تمامًا، كما أن بعض الضحايا ما زلن يواجهون صعوبة في الوصول إلى العدالة بسبب القيود الزمنية القانونية أو الضغوط النفسية.

ومع ذلك، تستمر الدعوات من بعض الناجيات إلى محاسبة “كل من شارك في بناء الشبكة”، من المجنِّدين إلى الموظفين والسّكرتيرات، وحتى المتفرّجين الأميركيين والأجانب الذين ربما كانوا جزءًا من المراقبة أو الدعم.

جينيفر أراوز صرّحت بأنها تريد أن يُحاسَب الجميع الذين ساعدوا في استمرار هذه المنظومة، ليس فقط إبستين نفسه.

ولا يزال ضحايا جيفري إبستين يمثلن أكثر من مجرد ضحايا لاعتداء فردي، فهم شهادة على منظومة استغلال امتدت لعقود، ومدعومة باتصالات قوية وسيطرة نفسية.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech