أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة، مقاطعتها الكاملة لأعمال قمة مجموعة العشرين المرتقبة في جنوب إفريقيا هذا الشهر، في خطوة تصعيدية تعكس خلافًا عميقًا مع الدولة المضيفة.
جاء هذا الإعلان على لسان الرئيس دونالد ترامب، الذي أكد أنه لن يحضر أي مسؤول في الحكومة الأمريكية القمة السنوية لقادة الاقتصادات الكبرى والناشئة، وعزى ذلك إلى ما وصفه بـ “معاملة جنوب إفريقيا للمزارعين البيض.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه لن يشارك شخصيًا في القمة، لكن التوقعات كانت تشير أن نائبه، جيه دي فانس، سيترأس الوفد الأمريكي.
وقال ترامب، في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي، “إنه لمن العار التام أن تُعقد قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا”، مشيرًا إلى “انتهاكات” تُرتكب ضد الأفريكانرز (المنحدرين من أصول هولندية وفرنسية وألمانية)، بما في ذلك العنف والقتل ومصادرة أراضيهم ومزارعهم.
وتتهم إدارة ترامب حكومة جنوب إفريقيا منذ فترة طويلة بالسماح باضطهاد المزارعين البيض ومهاجمتهم.
وتزامن هذا الموقف مع سياسات الإدارة الأمريكية المتعلقة باللاجئين، حيث أشارت عند تخفيض سقف القبول السنوي إلى 7,500 شخص، أن معظمهم سيكونون من البيض القادمين من جنوب إفريقيا بدعوى تعرضهم للتمييز والعنف.
في المقابل، أعربت حكومة جنوب إفريقيا عن استغرابها من هذه الاتهامات، مؤكدة أن البيض في البلاد يتمتعون عمومًا بمستوى معيشي أعلى بكثير من المواطنين السود، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على نهاية نظام الفصل العنصري.
وصرح الرئيس سيريل رامافوزا بأنه أبلغ ترامب شخصيًا أن المعلومات حول التمييز المزعوم “كاذبة تمامًا.
ورغم النفي الرسمي، واصلت الإدارة الأمريكية انتقاداتها، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، وخلال خطاب اقتصادي في ميامي، دعا ترامب إلى طرد جنوب إفريقيا من مجموعة العشرين.
تداعيات المقاطعة على قمة مجموعة العشرين
يأتي قرار المقاطعة الأمريكية قبل أسبوعين فقط من انطلاق قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج، والتي تمثل المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة إفريقية هذا الحدث.
ومن المرجح أن يؤثر هذا الغياب الأمريكي رفيع المستوى على أجندة القمة، رغم تأكيد حضور قادة من باقي الدول الكبرى المؤثرة مثل الصين وألمانيا والهند والبرازيل والمملكة المتحدة.
وتثير هذه المقاطعة تساؤلات لوجستية ودبلوماسية حول كيفية تسليم رئاسة قمة مجموعة العشرين من جنوب إفريقيا (رئيسة دورة 2025) إلى الولايات المتحدة، التي أكد ترامب أنها ستستضيف قمة مجموعة العشرين لعام 2026 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.
ويبدو أن التوتر المتصاعد قد يدفع ترامب إلى منع جنوب إفريقيا من حضور القمة المقبلة في ميامي، اعتمادًا على مسار العلاقات بين البلدين خلال العام القادم.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في سياق التوتر بين إدارة ترامب وتوجهات المجموعة، فقد قاطع وزير الخارجية ماركو روبيو في وقت سابق من هذا العام اجتماعًا وزاريًا لمجموعة العشرين بسبب تركيز جدول أعماله على قضايا التنوع والشمول وتغير المناخ.













