قال الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى مؤخرًا تحولًا لافتًا في موقفه من حل الدولتين؛ وهو مقترح لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن كان يرفضه في وقت سابق.
وأوضح الحربي، خلال استضافته في برنامج ” هنا الرياض”، أن ترامب ألمح إلى هذا التغير خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، عندما قال إن “أصدقاءه الذين اعترفوا بالدولة الفلسطينية، مثل فرنسا وبريطانيا، فعلوا ذلك لأنهم أصبحوا مرهقين مما يجري في الشرق الأوسط”.
وأضاف أن هذا الموقف يعكس تبدّلًا في رؤية ترامب حول موضوع حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد تم رفض منحه تأشيرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن تتدخل السعودية لترتيب لقائه مع ترامب، وهو ما تم بالفعل، في ظل مرافقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعباس خلال اللقاء.
ويرى الحربي أن ترامب “يتقدم خطوة نحو الاعتراف بحل الدولتين”، لكنه لا يزال مثقلًا بعدة قضايا وأعباء داخلية تمنعه من اتخاذ موقف أكثر تحررًا للاعتراف بحل الدولتين، بخلاف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والحزب الديمقراطي، اللذين يعترفان بحل الدولتين.
وأشار الباحث السياسي، إلى أن هناك خمسة هياكل أساسية يجري العمل عليها لإعادة الاستقرار في المنطقة، ويتمثل الهيكل الأول في مجلس السلم العالمي، ومن الواضح أن ترامب سيرأسه بنفسه، فيما يضم المجلس رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير كعضو، مشيرًا إلى أن ترامب ما زال يتشاور حول تثبيت بلير رئيسًا للمجلس أو الإبقاء عليه عضوًا فقط.
أما الهيكل الثاني فهو قوة الاستقرار الدولية، والتي يُرجَّح أن تكون عربية إسلامية دولية، في حين يتمثل الهيكل الثالث في قوات الشرطة الفلسطينية التي تخضع حاليًا لتدريبات مكثفة في مصر والأردن.
وأضاف أن المسار الرابع هو حكومة تكنوقراط فلسطينية، لافتًا إلى أن أنباء من شرم الشيخ تشير إلى أن هذا التشكيل قد يضم 15 عضوًا فلسطينيًا تمت الموافقة عليهم من قبل كلٍّ من السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أما المسار الخامس فيتعلق بـ إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية .
بيّن الحربي أن هذه الهياكل الخمسة ستؤثر في الملفات اللاحقة، مثل نزع سلاح حركة حماس وضمان استقرار الضفة الغربية بعد خروجها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل نحو 200 جندي إلى إسرائيل يتمركزون على “الخط الأصفر” ضمن ترتيبات المرحلة المقبلة.
واختتم الحربي بأن الخطة تسير وفق جدول زمني يمتد لثلاث سنوات، على أن يتم تسليم إدارة الهياكل إلى السلطة الفلسطينية قبل نهاية حقبة ترامب، لضمان عدم العودة إلى ما سماه بـ”الحرب السابعة” مجددًا.
ومن جانبه قال القيادي في حركة فتح، شفيق التلولي ، إن الوحدة الفلسطينية وانضمام الفصائل إلى إطار السلطة يمثلان أكبر رادع لأي عدوان إسرائيلي جديد، موضحًا أن المسار الصحيح يتمثل في تسليم قطاع غزة لقوات شرطية وأمنية فلسطينية تم تدريبها في مصر والأردن، بما يزيد عن 5 آلاف عنصر يتبعون للسلطة الفلسطينية.
وأضاف أن هناك حاجة إلى لجنة إدارية ذات مهام إدارية وخدمية في قطاع غزة تعمل تحت إطار السلطة الفلسطينية، محذّرًا من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تكرار “الدائرة القديمة” التي قد تسمح لإسرائيل بالعودة إلى توجيه عدوان جديد على القطاع.
ودعا التلولي، حركة حماس إلى الانخراط سريعًا في خطوات عملية وسريعة تتعلق، تمهيدًا لتمكين السلطة الفلسطينية من استعادة إدارة قطاع غزة والإشراف على إعادة إعمارها. وقال إن ذلك يجب أن يتم وفق الخطة العربية التي طرحتها مصر على مائدة القمة العربية، وبالتكامل مع المبادرات التي قدمتها السعودية وفرنسا، ومن ضمنها الدفع بتشكيل تحالف دولي تمهيدي لحل الدولتين كما طرح في مؤتمر نيويورك.