أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة وبدء وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدًا أن الاتفاق يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وفتح معبر رفح، إلى جانب تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال الحية في تصريحات متلفزة مساء اليوم، إن الحركة تعاملت بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأمريكي، وحرصت على تقديم رد يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويحافظ على دمائه، موضحًا أن رد حماس جاء بعد مشاورات مكثفة مع مختلف الفصائل الفلسطينية. وأكد أن الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء، ومن الإدارة الأمريكية، بعدم العودة إلى الحرب، مشيرًا إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك لعبوا دورًا محوريًا في إنجاز هذا الاتفاق، الذي وصفه بأنه ثمرة صمود الشعب الفلسطيني وثبات المقاومة.
وأوضح القيادي في حماس أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1700 أسير من قطاع غزة، إضافة إلى فتح معبر رفح من الاتجاهين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل واسع. وفي كلمته، توجه الحية بالشكر إلى مصر وقطر وتركيا على جهودهم في التوسط لإنجاز الاتفاق، كما عبّر عن تقديره الكبير للداعمين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم، مشيدًا بالمواقف الشعبية والرسمية التي دعمت غزة في وجه العدوان.
وأضاف الحية: “عامان وغزة تؤكد أنها محرمة على أعدائها، وأن رجالها لا ينكسرون، وقد قاتلت بكل بسالة دفاعًا عن القدس والأقصى، وصنعت المعجزات رغم الحصار والجراح”. ووجه الحية التحية إلى أبطال المقاومة الذين وصفهم بأنهم “كانوا رجالًا في الميدان كما كانوا رجالًا على طاولة المفاوضات”، مؤكدًا أنهم أفشلوا مخططات الاحتلال في التهجير والتجويع وإشاعة الفوضى.
وفي ذكرى معركة 7 أكتوبر، استذكر الحية القادة الشهداء إسماعيل هنية، وصالح العاروري، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، مشيدًا بتضحياتهم ودورهم في “تفجير الطوفان” الذي غيّر معادلات الصراع. كما أثنى على صمود أهالي غزة الذين وصفهم بأنهم “وقفوا كالجبال في وجه القتل والنزوح والجوع وفقدان الأهل والبيوت”، مؤكدًا أن العالم كله وقف مذهولًا أمام ما قدمه أبناء القطاع من تضحيات وثبات غير مسبوق.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي قال إن حكومته “سعيدة بإطلاق سراح المختطفين”، لكنه أعلن أنه سيصوّت ضد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين وصفهم بـ”القتلة”، معتبرًا أن “إطلاق سراح آلاف الإرهابيين ثمن لا يُطاق”. وأضاف بن غفير في تصريحات للقناة 13 الإسرائيلية أنه سيعمل على تفكيك الحكومة الإسرائيلية إذا لم تُفكك حركة حماس فعليًا، قائلًا: “لن أكون جزءًا من حكومة تسمح باستمرار حكم حماس في غزة”.
زنقلت وسائل إعلان عربية، أن آلية مصرية أوروبية مشتركة ستتولى إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح مؤقتًا، فيما قال وزير الخارجية المصري إن التركيز حاليًا ينصب على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، متوقعًا دخول كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة خلال الساعات القادمة. ويُعد هذا الاتفاق، بحسب المراقبين، التحول الأبرز منذ اندلاع الحرب، بعد شهور من التصعيد العسكري الذي خلّف دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا:
الرئيس المصري يُعلن إنهاء الحرب في غزة.. والمملكة ترحب بالاتفاق
احتفالات واسعة في غزة وإسرائيل بعد اتفاق مبدئي بإنهاء الحرب
تفاؤل حذر في محادثات غزة وسط تعقيدات ملف الرهائن