logo alelm
احتفالات واسعة في غزة وإسرائيل بعد اتفاق مبدئي بإنهاء الحرب

عمّت احتفالات واسعة، مساء الأربعاء، بين الفلسطينيين وعائلات الرهائن الإسرائيليين، عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يقضي بإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا.

وفي غزة، خرج شبان فلسطينيون إلى الشوارع المدمرة يصفقون ويهتفون فرحًا، رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على بعض مناطق القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة نزوحًا قسريًا منذ اندلاع الحرب.

يأتي ذلك بعد توصل إسرائيل وحركة حماس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالقطاع الفلسطيني، والتي تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في خطوة يُنظر إليها على أنها قد تمهّد لإنهاء حرب دامية مستمرة منذ عامين تسببت في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

ردود أفعال مشتركة

في غزة، خرج الشباب إلى الشوارع ملوّحين ومصفقين احتفالًا بالخبر، فيما حمل أحدهم صديقه على كتفيه وسط الهتافات والدموع. وعبّر سكان القطاع عن فرحتهم وهتفوا “الله أكبر”، متمنّين أن يضع الاتفاق حدًا للحرب ويمهّد لعودتهم إلى منازلهم بعد سنوات من الدمار والنزوح.

قال عبد المجيد عبد ربه، أحد سكان خان يونس جنوب غزة، معبرًا عن فرحته بالاتفاق في تصريح لـ”رويترز”: “الحمد لله على وقف إطلاق النار، ووقف سفك الدماء والقتل”، مضيفًا: “لست الوحيد السعيد، بل كل قطاع غزة سعيد، وكل الشعب العربي، وكل العالم سعيد بوقف إطلاق النار ووقف سفك الدماء. شكرًا لكم، وكل الحب لمن وقفوا معنا”.

وأعرب تامر البرعي، رجل أعمال نازح من مدينة غزة عن سعادته بالقرار قائلًا : “لم أستطع التوقف عن الضحك والبكاء، لا أصدق أننا نجونا”، مضيفًا “نتطلع بشوق إلى العودة إلى منازلنا، حتى وإن كانت مدمّرة، والعودة إلى مدينة غزة والنوم دون خوف من القصف، ومحاولة إعادة بناء حياتنا من جديد”.

قال خالد شعت، وهو من سكان مدينة خان يونس، إن ما يحدث يمثل لحظات طال انتظارها، مضيفًا: “هذه لحظاتٍ طال انتظارها من قبل المواطنين الفلسطينيين بعد عامين من القتل والإبادة الجماعية”.

في المقابل، عبّر آخرون عن يأسهم من العودة في الوقت القريب، مشيرين إلى أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في القطاع مؤقتًا. قالت زكية رزق، البالغة من العمر 58 عامًا وأم لستة أطفال، إن منزلها كان من أوائل المنازل التي دُمّرت خلال الحرب، مضيفةً: “حتى لو انتهت الحرب، سنبقى نعيش في الخيام، ربما لسنوات حتى يُعاد بناء غزة، هذا إذا صمد الاتفاق”. ورغم شعورها بالامتنان لأن أياً من أطفالها لم يُستشهد، أوضحت زكية أن منزلهم يقع في منطقة حدودية يُرجّح أن تبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ومن ناحية أخرى، في تل أبيب تجمعت عائلات الرهائن الإسرائيليين للمطالبة بعودة أحبائهم، وأعربت والدة أحد الرهائن، عن سعادتها الغامرة قائلة: “لا أستطيع التنفس، لا أستطيع وصف ما أشعر به… إنه لأمر جنوني”، مضيفةً وهي تمسك بشعلة احتفالية يتوهج منها الضوء الأحمر: “ماذا أقول له؟ ماذا أفعل؟ سأعانقه وأقبّله، فقط أخبره أنني أحبه، هذا كل شيء. أن أرى عينيه تغوصان في عيني… إنه شعور غامر، إنه معنى الراحة الحقيقي.”

تحذيرات لسكان غزة

حثّ المكتب الإعلامي لحكومة غزة، التي تديرها حركة حماس، السكان على عدم العودة إلى منازلهم حتى يتم الإعلان رسميًا عن تفاصيل الاتفاق، وذلك تجنّبًا للمناطق التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، حذّر الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة من محاولة العودة، مؤكدًا عبر منصة “X” أن المنطقة لا تزال “ساحة قتال خطرة.

وإذا ما تم اعتماد الاتفاق بشكل كامل، فسيُعدّ خطوة غير مسبوقة نحو تقريب الجانبين أكثر من أي محاولة سابقة لوقف حرب إقليمية واسعة اجتذبت أطرافًا مثل إيران ولبنان واليمن، وأسهمت في تعميق عزلة إسرائيل الدولية وتغيير ملامح الشرق الأوسط.

تؤكد سلطات غزة أن أكثر من 67 ألف شخص قُتلوا، فيما دُمّرت مساحات واسعة من القطاع منذ أن بدأت إسرائيل ردّها العسكري على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

وفي المقابل، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن نحو 1200 شخص قُتلوا خلال الهجوم، وأُعيد 251 رهينة إلى غزة، بينما يُعتقد أن 20 من أصل 48 رهينة ما زالوا على قيد الحياة حتى الآن.

اقرأ أيضًا :

هل تقبل حماس خطة ترامب بشأن غزة؟

بعد اعتراض إسرائيل لهم.. ماذا يحدث لناشطي أسطول غزة؟

موجة غضب عالمية بعد اعتراض إسرائيل “أسطول الحرية” المتجه لغزة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إسبانيا تحظر الأسلحة على إسرائيل

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أسطول طيران الرياض بحلول عام 2030