logo alelm
سر ربطة العنق الحمراء.. كيف يحاول كارني تلطيف العلاقات مع ترامب؟

في محاولة واضحة لتلطيف الأجواء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حرص رئيس الوزراء الكندي مارك كارني على أدق التفاصيل قبل لقائه معه هذا الأسبوع، حتى في اختيار ربطة عنقه.

فبينما صافحه تحت رواق الجناح الغربي، قال مبتسمًا: “ارتديتُ اللون الأحمر من أجلك”، في إشارة إلى اللون المرتبط بالحزب الجمهوري، لكن المفارقة كانت أن ترامب اختار في ذلك اليوم ربطة عنق زرقاء.

وبحسب تقرير شبكة CNN الأمريكية، جاء اللقاء بعد أشهر من التوترات التجارية والجدل حول تهديدات ترامب بضم كندا، إلا أنه حمل نبرة أكثر ودية هذه المرة. ويبدو أن كارني يحاول بخطوات محسوبة استعادة دفء العلاقة مع ترامب وربما قد يُحرز بعض التقدم

غموض لقاء كارني وترامب

دخل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، محادثات الثلاثاء وسط توقعات متواضعة بإمكانية إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على الصادرات الكندية، من الصلب والألمنيوم إلى السيارات والأخشاب.

ومن جانبه أكد ترامب بعد انتهاء اللقاء أن الضيوف الكنديين “سيغادرون سعداء”، وهي عبارة بقي معناها غامضًا، إذ تجنّب الرئيس الأمريكي توضيح ماذا كان يقصد وقال في حديث للصحفيين “ستعرفون”.

اتسمت زيارة كارني إلى واشنطن بقدر كبير من الغموض، إذ لم تحمل حدة الخلافات المعتادة بين البلدين، ولا بشائر إحراز تقدم في الملفات الشائكة التي أرهقت العلاقات الأمريكية الكندية في الأشهر الأخيرة.

فبينما لا تزال كندا الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي لم تنجح في إبرام اتفاق تجاري يجنّبها الرسوم الأمريكية العقابية، تستمر تداعيات هذه الأزمة في الضغط على الاقتصاد الكندي وعلى شعبية كارني في الداخل. ورغم ذلك، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بثّ بعض التفاؤل، قائلاً: “أعتقد أن شعب كندا سيحبنا مجددًا”، في اعتراف ضمني بالتوتر القائم.

دبلوماسية كارني في علاقته مع ترامب

منذ توليه منصبه في ربيع العام الماضي، يسير رئيس الوزراء الكندي مارك كارني على خيط دبلوماسي دقيق في علاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساعيًا لتخفيف التوتر الذي خلّفه سلفه جاستن ترودو، بعدما وصف رسوم ترامب الجمركية بأنها “غبية للغاية” واتهمه بمحاباة بوتين.

اختار كارني الهدوء والتواصل المباشر، فحافظ على علاقة ودّية مع ترامب عبر المراسلات الخاصة، وتجنب أي صدام علني. لكنه رسم حدودًا واضحة حين أكد خلال لقائه الأول في المكتب البيضاوي أن “كندا ليست للبيع ولن تكون كذلك”، ليرد ترامب بابتسامة قائلاً: “لا تقل أبدًا”.

وفي لقائهما الأخير، حاول كارني مجددًا كسب ودّ الرئيس الأمريكي، مادحًا حنكته في السياسة الخارجية، ومستشهدًا بنجاحاته في تهدئة نزاعات دولية بين الهند وباكستان، وأذربيجان وأرمينيا، وصولًا إلى وساطته الأخيرة في غزة.

قال كارني مبتسمًا في ختام الاجتماع: “الوقت ينفد مني، لكن هذا، من جوانب عديدة، هو الأهم”، ليقاطعه ترامب مازحًا: “دمج كندا والولايات المتحدة؟”. ردّ كارني ضاحكًا: “لا! لم يكن هذا ما أعنيه.”

ساد اللقاء جو من الدعابة، فيما استحوذ ترامب على معظم الحديث، إلا أن تلك اللحظة كشفت، رغم خفتها، عمق التصدع في العلاقات بين البلدين، التي تدهورت بشكل ملحوظ منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض

مرونة وتفاهم في اللقاء

تراجعت أعداد السياح الكنديين إلى الولايات المتحدة بشكل حاد، فيما أقدمت متاجر كندية على سحب المنتجات الأمريكية من رفوفها، وسط شعور واسع بالخيانة لدى الكنديين الذين يرون أن علاقتهم الوثيقة اقتصاديًا وثقافيًا وحتى اجتماعيًا  تشهد أسوأ مراحلها منذ عقود.

من جانبه يرى ترامب، أن هذا الترابط العميق هو ما يجعل أي اتفاق تجاري أكثر تعقيدًا. وقال من المكتب البيضاوي: “إنها اتفاقية معقدة، ربما أكثر من أي اتفاق لدينا. فبيننا صراع طبيعي، لكن أيضًا حب متبادل”.

أما كارني، المعروف بقدرته على عقد اجتماعات فعالة، فوجد نفسه هذه المرة مستمعًا أكثر من متحدثًا، بينما كان ترامب يتنقل بين موضوعات شتى؛ من الإغلاق الحكومي الذي حمّل مسؤوليته للديمقراطيين، إلى انتقاد حالة واشنطن العاصمة التي وصفها بـ”الجحيم المستعر”، وصولًا إلى عجزه عن إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي قال عنها: “كنت أظنها ستكون من القضايا السهلة”.

كان لقاء مارك كارني مع دونالد ترامب مختلفًا تمامًا عن اجتماعهما السابق في قمة مجموعة السبع بألبرتا، حين أنهى كارني الجلسة بعد سبع دقائق فقط. هذه المرة بدا أكثر حرصًا على التفاهم مع الرئيس الأمريكي.

وعند سؤاله عن تهريب الفنتانيل عبر الحدود، وهي ذريعة ترامب لفرض رسوم بنسبة 35%، قال كارني: “أي كمية تُعتبر كبيرة جدًا. لقد خفضناها إلى أقل من 1%، لكنها لا تزال مقلقة”. بهذا التصريح، حاول كارني إظهار التعاون مع واشنطن دون التنازل عن الموقف الكندي.

عندما أعرب ترامب عن تردده في إجراء المراجعة الإلزامية لاتفاقية التجارة لأميركا الشمالية العام المقبل، ملمحًا إلى إمكانية استبدالها باتفاقات ثنائية مع كندا والمكسيك بدلًا من النظام الحالي، فضّل مارك كارني الصمت.

ورغم القلق الواسع في كندا بشأن مستقبل الاتفاق، اختار رئيس الوزراء عدم الدخول في مواجهة علنية، في إشارة إلى أنه رغم الخلافات العميقة لا يرى فائدة في إفشال الاجتماع مع ترامب، على الأقل أمام الكاميرات.

في ختام الزيارة، وصف ترامب نظيره الكندي مازحًا بأنه “رجل لطيف، لكنه قد يكون بغيضًا للغاية”. وعندما سأله أحد المراسلين عن سبب عدم إبرام صفقة تجارية مع شخص يراه بهذه العظمة، ابتسم ترامب وردّ: “لأنني أريد أن أكون رجلًا عظيمًا أيضًا”، لتتعالى الضحكات بينما كان الاثنان يختتمان اللقاء ويطلبان من الصحفيين مغادرة الغرفة لاستئناف حديثهما على انفراد.

اقرأ أيضًا:

الولايات المتحدة تضيق الخناق على “تيك توك”.. ما خطة الصين لحماية شركاتها؟

الصين صاحبة الإنفاق الأكبر على معدات تصنيع “الرقائق الإلكترونية”

ترامب يفرض رسومًا بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية.. ماذا يعني ذلك؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ترمب: اتفاق غزة أُنجز بالكامل.. ولن يُجبر أحد على المغادرة

المقالة التالية

أغرب جرائم قتل ارتكبها مُسنين حول العالم !