أثار مقتل الناشط الأمريكي تشارلي كيرك، أحد أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكثرهم تأثيرًا في أوساط الشباب، صدمة واسعة في الولايات المتحدة، بعد تعرضه لطلق ناري قاتل يوم الأربعاء خلال استضافته لفعالية في جامعة يوتاه.
ويعد تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عامًا، ظاهرة سياسية وإعلامية، حيث حشد جيلًا جديدًا من المحافظين في أمريكا في سن صغيرة، ونال إعجاب “ترامب”.
ولد تشارلي كيرك ونشأ في إحدى ضواحي شيكاغو لعائلة ميسورة، فوالده كان مهندسًا معماريًا، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بإحدى الكليات المجتمعية لفترة وجيزة قبل أن يقرر ترك الدراسة ليتفرغ كليًا للنشاط السياسي، وتقدم بطلب للالتحاق بأكاديمية “ويست بوينت” العسكرية المرموقة لكنه لم يُقبل.
انطلقت مسيرة تشارلي كيرك السياسية الحقيقية في سن الثامنة عشرة، ففي عام 2012، وبعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، شارك في تأسيس منظمة “نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية”.
وهدفت المنظمة، التي وُجهت للشباب بشكل أساسي، إلى ترسيخ المبادئ المحافظة مثل المسؤولية المالية، والأسواق الحرة، والحكومة المحدودة داخل الجامعات الأمريكية التي تُعتبر تاريخيًا معاقل للفكر الليبرالي.
وتحت قيادته، نمت المنظمة بشكل هائل لتصبح، بحسب وصفها، “المنظمة الشبابية المحافظة الأكبر والأسرع نموًا في البلاد”، مع تأسيس فروع لها في أكثر من 850 كلية وجامعة.
برز نجمه بشكل لافت خلال الحملة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب عام 2016، ولعبت منظمته دورًا فعالًا في حشد الناخبين الشباب لصالح ترامب وعدد من المرشحين الجمهوريين، ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في المساعدة بتسجيل عشرات الآلاف من الناخبين الجدد، مما ساهم في قلب ولاية أريزونا لصالح ترامب.
توطدت العلاقة بشكل كبير بين كيرك وترامب بعد فوز الأخير بالرئاسة، ليصبح كيرك زائرًا دائمًا للبيت الأبيض خلال فترتي ولاية ترامب، وفي دلالة على الثقة والمكانة التي حظي بها، رافق نجل الرئيس، دونالد ترامب جونيور، في رحلة إلى جرينلاند.
يُعرف تشارلي كيرك بآرائه الحادة ومواقفه المثيرة للجدل، إذ كان مدافعًا شرسًا عن التعديل الثاني للدستور المتعلق بحق حيازة السلاح، وسبق أن صرح بأن “الأمر يستحق تكلفة بعض الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية كل عام” في سبيل حماية هذا الحق.
وأصر كيرك دومًا على عدم الاعتراف بوجود دولة أو أرض فلسطينية، مبديا دعمه الكامل لكيان الاحتلال، ورفض إدانة حرب الإبادة التي تشنها على غزة، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية المقاومة مثل حماس هي السبب فقط فيما يتعرض له سكان القطاع.
وبالنسبة لحياته الشخصية فما كان مشهورًا منها مسيحيته الإنجيلية وزواجه من ملكة جمال أريزونا السابقة التي أنجب منها طفلين.