logo alelm
تشارلي كيرك.. اغتيال يفجّر “قنبلة الانقسام” بأمريكا

يرى ستيفن كولنسون، كبير المراسلين السياسيين في شبكة “CNN” الأمريكية، أن اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك لا يمثل مأساة لعائلته ومؤيديه فحسب، بل هو مأساة لجميع الأمريكيين، بمن فيهم أولئك الذين عارضوا أفكاره بشدة.

ويضيف أن الرصاصة التي أودت بحياة الناشط البالغ من العمر 31 عامًا، يوم الأربعاء، لم تكن مجرد جريمة قتل، بل شكلت اعتداءً مروعًا على حرية التعبير والديمقراطية، وهما الحصنان الأخيران ضد انزلاق البلاد السريع نحو دوامة من العنف السياسي الذي يغذي نفسه.

تحليل تبعات اغتيال تشارلي كيرك

يشير كولنسون في تحليله أن آخر ما قام به تشارلي كيرك في حياته كان المشاركة في لقاء عام، وهو النشاط الذي كرس له مسيرته في الجامعات لإلهام المحافظين الشباب ومناظرة التقدميين الذين تحدوا أفكاره، ورغم أن مؤسس منظمة “نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية” كان شخصية مثيرة للجدل، قادرة على إثارة حفيظة الكثيرين بخطابه، إلا أنه قُتل وهو يمارس حقه في محاولة إقناع الآخرين بقضيته، مستخدمًا التعديل الأول للدستور الذي يحمي حرية التجمع السلمي والتعبير، حتى وإن كان هذا التعبير مسيئًا للبعض.

وينقل التحليل عن حاكم ولاية يوتاه الجمهوري، سبنسر كوكس، قوله: “عندما يزهق أحدهم روح شخص بسبب أفكاره، فإن هذا الأساس الدستوري ذاته يصبح مهددًا”.

ويضع التحليل اغتيال تشارلي كيرك في سياق أوسع من العنف السياسي المتصاعد الذي يجتاح الولايات المتحدة، ويذكر الكاتب بنجاة الرئيس دونالد ترامب من محاولة اغتيال قبل عام واحد فقط، بالإضافة إلى مقتل رئيسة مجلس نواب مينيسوتا السابقة وزوجها في هجوم وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه “عمل عنف مروع ومستهدف”.

وتلفت المحللة الأمنية في “CNN”، جولييت كايم، أن “العنف السياسي قد أُطلق له العنان”، مؤكدة أن الهجوم على كيرك هو هجوم على الولايات المتحدة نفسها، وعلى حق أي شخص في دخول الساحة السياسية والتعبير عن رأيه دون أن يُقتل من أجله.

مخاوف من دوامة عنف لا تنتهي

يلفت كولنسون الانتباه إلى أن الساعات التي أعقبت مقتل تشارلي كيرك كشفت عن حجم الانقسام العميق، فبينما قدم سياسيون من كلا الحزبين تعازيهم ودعوا إلى التهدئة، اندلعت على الفور حرب كلامية شرسة، ففي الكونغرس، صرخت نائبة جمهورية في وجه الديمقراطيين متهمة إياهم بالتسبب في الحادث، بينما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات احتفالية من بعض اليساريين، وردود فعل من بعض المحافظين تدعو علنًا إلى الانتقام.

ويصف التحليل هذه البيئة بأنها أصبحت “مكانًا يتجمع فيه أصحاب الآراء السياسية المتطرفة”، مما يجعل الساحة العامة أكثر عرضة للتطرف من أي وقت مضى.

ويختتم كولنسون تحليله بالإشارة إلى الخطر الأكبر المتمثل في رد فعل الرئيس ترامب، الذي وصف تشارلي كيرك بأنه “شهيد الحقيقة والحرية”.

وبدلًا من الدعوة إلى التهدئة، ألمح ترامب إلى أن رده سيكون تكثيف حملته لفرض القانون والنظام، وهو ما يراه الكاتب توجهًا قد يزيد من الاستقطاب بدلًا من رأب الصدع.

ويقارن هذا الموقف بخطاب روبرت كينيدي عام 1968 عقب اغتيال مارتن لوثر كينغ، حين دعا إلى “الحب والحكمة والرحمة”، وهو نداء يبدو غائبًا في المشهد الأمريكي الحالي الذي أصبح فيه العنف يهدد قدرة الأمريكيين على التحاور لحل مشكلاتهم.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| تشارلي كيرك.. الوجه الشاب لترامب الذي مات مقتولًا

المقالة التالية

وزير الصناعة: حولنا وعودنا مع جنوب أفريقيا إلى واقع