يترقب العالم قمة ألاسكا المرتقبة يوم الجمعة، حيث يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقديم حزمة من الإغراءات الاقتصادية غير المسبوقة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة جريئة لدفعه نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتشمل المقترحات الأمريكية منح موسكو وصولًا إلى موارد طبيعية ومعادن نادرة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، ورفع بعض العقوبات، في خطوة تمثل تحولًا كبيرًا في النهج الأمريكي تجاه الصراع.
كشفت مصادر مطلعة أن العرض الأمريكي يتضمن مقترحًا بمنح روسيا حقوقًا اقتصادية في المعادن الأرضية النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها حاليًا.
وتُعد أوكرانيا من أغنى دول العالم بهذه الموارد، حيث يُعتقد أنها تمتلك حوالي 10% من احتياطيات الليثيوم العالمية، والذي يعد مكونًا أساسيًا في صناعة البطاريات.
ويأتي هذا العرض في وقت وقعت فيه واشنطن بالفعل صفقة مع كييف في مايو الماضي لاستغلال هذه الموارد.
وتشمل حزمة الإغراءات التي سيتم طرحها في قمة ألاسكا أيضًا رفع الحظر عن تصدير قطع الغيار والمعدات اللازمة لصيانة الطائرات الروسية.
وعانى قطاع الطيران الروسي، المدني والعسكري، بشدة منذ فرض العقوبات الغربية، مما أدى إلى تدهور حالة أسطوله الجوي.
وسيمثل رفع هذه العقوبات فرصة اقتصادية كبرى لشركة بوينغ الأمريكية، وبالإضافة إلى ذلك، تدرس الإدارة الأمريكية منح روسيا فرصة للاستثمار في الموارد الطبيعية القيمة في مضيق بيرينغ الذي يفصلها عن ولاية ألاسكا.
ويأتي التحرك الأمريكي لعقد قمة ألاسكا بعد سلسلة من المشاورات المكثفة مع الحلفاء الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي تحول لافت، أبدى الرئيس ترامب دعمه لمنح أوكرانيا “ضمانات أمنية” مستقبلية، وهو مطلب رئيسي لكييف كانت واشنطن تتحفظ عليه سابقًا، وقد أكد زيلينسكي هذا الدعم الأمريكي بعد قمة افتراضية جمعته بترامب وقادة أوروبيين.
وفي المقابل، يستعد القادة الأوروبيون، بقيادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لتنفيذ خطة لنشر قوة لحفظ السلام بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورغم وصفهم للمحادثات مع ترامب بالإيجابية، نقلت مصادر حكومية بريطانية أن أي حوافز اقتصادية تُقدم لبوتين يجب ألا تظهر وكأنها “مكافأة لروسيا”، مما يعكس الحذر الأوروبي تجاه الصفقة المحتملة التي ستناقش في قمة ألاسكا.
ورغم التهديدات التي أطلقها ترامب بـ “عواقب وخيمة” إذا لم يوافق بوتين على إنهاء الحرب، تحاول الإدارة الأمريكية تخفيف سقف التوقعات، واصفة الاجتماع بأنه “جلسة استماع”.
في المقابل، يرى دبلوماسيون أوروبيون أنه لا يوجد تغيير حقيقي في أهداف بوتين النهائية في أوكرانيا، بينما يصف الكرملين الاجتماع بأنه فرصة لمناقشة “العلاقات الروسية الأمريكية”، مما يلمح إلى رغبته في تعزيز التعاون التجاري.