اتهمت الإدارة الأمريكية الهند بشكل مباشر بتمويل الحرب الأوكرانية من خلال استمرارها في شراء كميات كبيرة من النفط الروسي، في تصعيد لافت للتوتر بين واشنطن ونيودلهي.
عبّرت الإدارة الأمريكية عن هذا الموقف على لسان ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض وأحد كبار مساعدي الرئيس دونالد ترامب، مما يعكس نفاد صبر واشنطن تجاه أحد أهم شركائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وجه ستيفن ميلر، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، انتقادات هي الأشد من نوعها حتى الآن، قائلاً: “ما قاله الرئيس ترامب بوضوح شديد هو أنه من غير المقبول أن تواصل الهند تمويل هذه الحرب عبر شراء النفط من روسيا“.
أضاف ميلر أن الكثيرين “سيصابون بالصدمة حين يعلمون أن الهند تكاد تعادل الصين في حجم مشترياتها من النفط الروسي، وهذه حقيقة مذهلة”.
ويأتي هذا التصريح في وقت حساس للغاية، حيث كثف الرئيس ترامب ضغوطه لتحقيق تقدم في ملف الحرب الأوكرانية، معربًا عن رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام كبير بحلول الثامن من أغسطس.
وفي هذا السياق، لم تعد واشنطن تكتفي بالتحذيرات الدبلوماسية، بل انتقلت إلى إجراءات اقتصادية ملموسة، حيث دخلت تعريفة جمركية بنسبة 25% على منتجات هندية حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، كإجراء عقابي على شراء نيودلهي معدات عسكرية ومصادر طاقة من موسكو.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 100% على واردات الولايات المتحدة من أي دولة تشتري النفط الروسي، ما لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية.
ورغم حدة هذه التصريحات، حاول ميلر تلطيف الأجواء بالإشارة إلى العلاقة “الهائلة” التي تجمع بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في محاولة للفصل بين العلاقة الشخصية بين الزعيمين والخلاف السياسي العميق.
من جانبها، لم تعلق السفارة الهندية في واشنطن على هذه الاتهامات بشكل فوري، إلا أن مصادر حكومية هندية كانت قد أكدت في وقت سابق لوكالة “رويترز” أن نيودلهي ستواصل شراء النفط من موسكو على الرغم من التهديدات الأمريكية.
وتبرر الهند موقفها بضرورة تأمين احتياجاتها من الطاقة بأسعار معقولة، مؤكدة أن أمن الطاقة يمثل أولوية قصوى لسياستها الوطنية.
ويرى محللون أن هذا الموقف يضع الهند في موقف حرج، حيث تحاول الموازنة بين علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع روسيا، وشراكتها المتنامية مع الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا، وهو ما يجعل ملف الحرب الأوكرانية اختبارًا صعبًا للدبلوماسية الهندية.