أثار مقطع فيديو لشقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد “ماهر الأسد” الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تم تداوله على نطاق واسع وسط تساؤلات حول مكان وتوقيت تصوير المقطع.
الفيديو القصير، الذي يفتقر إلى أي معلومات مؤكدة حول زمان أو مكان تصويره، يظهر فيه رجل يشبه إلى حد كبير قائد الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري السابق “ماهر الأسد”، مما فتح الباب أمام سيل من التحليلات والتكهنات حول مصير رموز نظام الأسد المنهار.
يُظهر المقطع المتداول رجلاً ذا ملامح مطابقة لـماهر الأسد وهو يدخن الأرجيلة بهدوء في مقهى. وسرعان ما انشغل المستخدمون بمحاولة تحليل تفاصيل المكان، حيث لاحظوا وجود شعار لحرف “M” يعود لسلسلة مقاهٍ شهيرة تُعرف باسم “MRTA” أو “مياتا” (النعناع باللغة الروسية). ومما زاد من مصداقية فرضية وجوده في روسيا، هو أن إحدى أبرز فروع هذه السلسلة تقع في المدينة التي يُعتقد أن شقيقه، الرئيس المخلوع بشار الأسد، وعائلته يقيمون فيها حاليًا.
لكن هذا الاستنتاج يظل في دائرة التكهنات، حيث إن الشركة المالكة للمقهى، بحسب موقعها الإلكتروني الرسمي، تمتلك فروعًا موزعة في 11 دولة، من بينها روسيا وأذربيجان وتركيا، مما يجعل تحديد الموقع الجغرافي الدقيق للفيديو أمرًا صعبًا دون دليل قاطع. وفي ظل اختفاء ماهر الأسد منذ سقوط دمشق، فإن هذا الظهور يطرح تساؤلات أكثر مما يقدم إجابات، ويغذي الجدل حول مكان ماهر الأسد الآن.
المكان الذي ظهر فيه ماهر الاسد بحسب ناشطون:
Пресненская наб. 2
(بالروسية: شارع بريسنينسكايا، رقم 2)المكان قريب من محطة المترو Деловой центр (ديلوفوي تسينتر)، ويقع داخل مركز التسوق “Афимолл Сити” في منطقة موسكو-سيتي. pic.twitter.com/afoWz0lRWu
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) June 17, 2025
ما زاد من تعقيد المشهد هو ظهور سيدة في بداية مقطع الفيديو، شبهها الكثيرون بـ”بروين إبراهيم”، أمين عام “حزب الشباب للبناء والتغيير”. وتُعرف إبراهيم بأنها كانت من شخصيات “معارضة الداخل” خلال حكم نظام الأسد، لكنها في الوقت ذاته متهمة من قبل الكثيرين من المعارضين الفعليين بأنها كانت قريبة من النظام وتمتلك علاقات قوية مع روسيا.
وأثار جود شخصية مثلها إلى جانب من يُعتقد أنه ماهر الأسد تساؤلات حيوية حول توقيت تسجيل الفيديو، وما إذا كان تم تصويره قبل سقوط النظام، أم أنه لقاء حديث يجمع بين شخصيتين ارتبطتا بشكل أو بآخر بروسيا والنظام السوري السابق. هذا الغموض يترك الباب مفتوحًا أمام كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمالية أن يكون الفيديو جزءًا من حملة معلومات مضللة.
لم يكن ماهر الأسد مجرد شقيق الرئيس المخلوع، بل كان يُعتبر القبضة الحديدية للنظام والقائد الفعلي لاثنتين من أكثر الوحدات العسكرية سيئة السمعة وهما الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة. وقد ارتبط اسمه بارتكاب فظائع وانتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين طوال سنوات الصراع، مما أكسبه لقب “جزار درعا”، في إشارة إلى دوره في قمع الاحتجاجات بوحشية في مهد الثورة السورية.
وتضعه منظمات حقوقية دولية على رأس قائمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب سوريا، وتطالب بمحاسبته. ومنذ انهيار النظام في ديسمبر الماضي، تضاربت الأنباء حول مصيره، لكن الاعتقاد السائد هو أنه تمكن من الفرار إلى موسكو، وهو ما يجعل ظهور الفيديو المنسوب إليه هناك منطقيًا للبعض.