يونيو ١٣, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
بعد أسبوع من السجال الناري.. ماسك نادم على مهاجمة ترامب

في خطوة مفاجئة قد تمهد لرأب الصدع في علاقته بالرئيس الأمريكي، أبدى الملياردير إيلون ماسك اليوم الأربعاء، أسفه على بعض تدويناته الحادة التي هاجم فيها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي.

وفي منشور على منصته “إكس”، كتب ماسك: “أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن الرئيس الأسبوع الماضي. لقد تجاوزت الحدود”، دون أن يحدد أي المنشورات التي يقصدها. وقد استجابت أسهم شركة “تسلا” بشكل إيجابي فورًا لهذا التطور، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 2.3% في تعاملات ما قبل السوق.

بداية الخلاف والتصعيد بين ترامب وماسك

يأتي هذا التراجع بعد أسبوع من المواجهة العلنية التي تفجرت إثر وصف ماسك لمشروع قانون جمهوري للضرائب والإنفاق بأنه “مقزز”، مما استدعى ردًا من ترامب الذي عبر عن “خيبة أمله الكبيرة” في حليفه السابق الذي قال إنه “ساعده كثيرًا”. وتصاعد الموقف سريعًا حين ادعى ماسك أن ترامب مدين له بفوزه في الانتخابات، ووجه له اتهامًا خطيرًا وغير مدعوم بأدلة بربطه بملفات جيفري إبستين.

وقد سبقت هذه التدوينة التصالحية خطوات أخرى من ماسك خلال الأيام القليلة الماضية بدت وكأنها تمهد لتهدئة؛ فقد قام بحذف بعض منشوراته الأكثر جدلًا، وأبدى يوم الجمعة تأييده لدعوة المستثمر بيل أكمان للمصالحة، كما بدا يوم الاثنين وكأنه يدعم الموقف الحكومي الحازم تجاه احتجاجات لوس أنجلوس.

لماذا تراجع ماسك؟

يرى محللون ومصادر مقربة من ماسك أن هذا التحول قد يعكس رغبة في حماية مصالحه التجارية، لا سيما شركة “تسلا” التي تعاني من تراجع في المبيعات، وتأثر سهمها سلبًا بالخلاف. وكان والد ماسك، إرول، قد صرح في مقابلة يوم السبت بأن ابنه “ارتكب خطأ” بدخوله في مواجهة مع الرئيس، متوقعًا أن يتصالحا قريبًا.

وتعتقد مامتا فاليتشا، المحللة لدى شركة “كويلتر شيفيوت” المستثمرة في تسلا، أن “النبرة التصالحية التي أبداها ماسك مؤخرا ربما تشير إلى رغبته في حماية أعماله”. ويتفق معها ماثيو بريتزمان من “هارجريفز لانسداون” الذي يرى أنه رغم تهدئة الموقف، فمن “غير المحتمل أن نرى هاتين الشخصيتين العملاقتين متشابكتين بشكل وثيق مرة أخرى، لكن ليس من مصلحة أي منهما السماح باستمرار الدراما”.

وبالمثل، يعتبر شون كامبل من “كاميلثورن للاستثمارات” أن العلاقة يمكن استعادتها لكن ليس لمستوياتها السابقة، نظراً لأن “المخاطر بين أغنى رجل في العالم وزعيم أقوى دولة في العالم كبيرة للغاية، مع وجود مليارات الدولارات من العقود الحكومية على المحك، ناهيك عن القدرة على التحقيق والتنظيم والضرائب”.

وبالتزامن مع اعتذار ماسك، صدرت حلقة مسجلة مسبقًا من بودكاست لصحيفة “نيويورك بوست” اليوم الأربعاء، عبّر فيها ترامب عن “خيبة أمله” من ماسك، لكنه أكد أنه لا يحمل ضغينة تجاهه. وقال الرئيس لمقدمة البرنامج ميراندا ديفاين إنه “فوجئ حقًا” بانتقاد الملياردير لمشروع قانونه، مضيفًا بلامبالاة: “لا أعرف ما هي مشكلته.. لم أفكر فيه كثيرًا في الفترة الأخيرة”، في تصريح يترك الباب مفتوحًا أمام مستقبل العلاقة بين الرجلين.

وكان ترامب صرح يوم الاثنين بأنه “لن تكون لديه مشكلة” إذا اتصل به ماسك، وأنه لا يخطط لوقف عقد خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” التابعة لـ”سبيس إكس” مع البيت الأبيض، لكنه أضاف في إشارة مبطنة أنه قد ينقل سيارته “تيسلا” خارج الموقع. وفي نبرة أكثر ودية، قال ترامب: “كانت علاقتنا جيدة، وأتمنى له كل التوفيق”، وهو ما قابله ماسك بالرد برمز قلب على منصة “إكس” على فيديو يتضمن هذا التصريح.

يُذكر أن ماسك، الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم ترامب في الانتخابات الماضية، كان قد غادر منصبه الحكومي الخاص في “وزارة كفاءة الحكومة” الأسبوع الماضي في أجواء وصفت بأنها “أقل من ودية”.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

سكان لوس أنجلوس يرفضون تحركات ترامب “لتحريرهم”

المقالة التالية

إنفوجرافيك| التجارة بين أمريكا وكندا والمكسيك: السلع المتبادلة الأكثر قيمة