تُعتبر لوس أنجلوس هي المقاطعة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في كاليفورنيا، مع ما يقرب من 10 ملايين نسمة. وبحسب تعداد الولايات المتحدة فإن 48.6% من سكان مقاطعة لوس أنجلوس من أصل لاتيني أو إسباني.
وتُشير بيانات مجلس مدينة لو أنجلوس إلى أن 34% من سكان المدينة من المهاجرين، وأصبحت لوس أنجلوس بشكل رسمي بمثابة مدينة الملاذ للمهاجرين منذ نوفمبر الماضي قبل أن يتولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
يعني هذا أنها ستكون محدودة عند مشاركة مواردها مع أي أنشطة فيدرالية عندما يتعلق الأمر بالهجرة، ولهذا السبب اندلعت الاحتجاجات التي تعم المدينة، والذين يطالبون بضرورة أن تحميهم المدينة باعتبارها مدينة الملاذ.
وفي الوقت الحالي، يستعد الجيش الأمريكي لنشر حوالي 700 من جنود مشاة البحرية بشكل مؤقت في مدينة لوس أنجلوس. ومن المتوقع وصول هذه القوات ليل اليوم الثلاثاء، والبقاء حتى يوم الأربعاء على الأقل، وذلك كإجراء جسر لحين وصول تعزيزات إضافية من الحرس الوطني.
وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة بعد تأكيد البنتاغون، أمس الاثنين، مضاعفة قوام قوات الحرس الوطني التي تم تفعيلها يوم السبت الماضي من 2000 إلى 4000 جندي. وكان الرئيس دونالد ترامب قد برر هذه الزيادة بالقول إنه “لم يعد أمامه خيار” سوى تعزيز القوة لمنع تفاقم العنف وخروجه عن السيطرة، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت ردًا على حملات مداهمة شنتها سلطات الهجرة والجمارك (ICE) في جنوب كاليفورنيا.
شهدت لوس أنجلوس ليلة الاثنين، توترات ميدانية، حيث بدأت الشرطة في تفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا أمام مركز احتجاز فيدرالي للمهاجرين. وشكلت قوات الحرس الوطني درعًا بشريًا لمنع المتظاهرين من اقتحام المبنى، فيما تقدمت كتيبة من شرطة لوس أنجلوس مستخدمة ذخائر “أقل فتكًا” مثل عبوات الغاز لتفريق الحشود.
وعلى الصعيد القانوني والسياسي، رفعت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب سعيًا لمنع هذا الانتشار العسكري، معتبرةً أنه ينتهك القانون الفيدرالي وسيادة الولاية. ووصف الديمقراطيون قرار ترامب باستخدام القوة العسكرية للتعامل مع الاحتجاجات بأنه يرقى إلى “إساءة استخدام السلطة الرئاسية”. وفي تصعيد شخصي، أعلن ترامب عن تأييده لاقتراح مسؤول الحدود في إدارته، توم هومان، باعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم بتهمة عرقلة إنفاذ قوانين الهجرة، وهو ما دفع نيوسوم إلى دعوة الكونغرس والمحاكم للتحرك.