شهد الصراع في غزة تطورًا مثيرًا للقلق، مع انتشار اسم “قوات ياسر أبو شباب الشعبية”، في ظل تزايد تقارير عن توسع عصابة مسلحة، يزعم أنها مدعومة من الكيان المحتل، تعمل في جنوب القطاع، تقوم بمهاجمة عناصر حركة حماس وعائلاتهم، بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية لصالح الجيش الإسرائيلي.
تشير التقارير أن عصابة ياسر أبو شباب تضم الآن ما يصل إلى 150 عضوًا، بزيادة ملحوظة عن 75 عضوًا قبل أكثر من أسبوع بقليل، كما أنهم مجهزون ببنادق هجومية، وأجهزة اتصال لاسلكية، ونظارات للرؤية الليلية، ويُعتقد أن أعضاء العصابة يتقاضون رواتب، ما يفسر نموها السريع في ظل ندرة فرص العمل في القطاع الذي دمرته الحرب منذ أكتوبر 2023.
وردت حركة حماس على هذه العصابة بتكتيكات هادئة، حيث أفادت مصادر لصحيفة “ذا ناشونال” يوم الاثنين بأن حماس “تقضي بهدوء” على أعضاء العصابة وأنصارها.
ونقلت المصادر عن أحدها قوله إن “حماس تغتالهم بمعدل خمسة إلى سبعة يوميًا”، واصفًا الأمر بأنه “أحدث فصل في تاريخ العداء بين حماس والعصابات المسلحة والعائلات المعارضة لحكمها في غزة”.
يعرف زعيم العصابة بأنه ياسر أبو شباب، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو شخصية يُنظر إليها بعين الريبة منذ فترة طويلة من قبل سكان غزة، والعديد من رجاله لديهم سجلات جنائية سابقة في تجارة المخدرات والقتل.
تؤكد المصادر أن هذه العصابة تعمل تحت مرأى ومسمع من الجيش الإسرائيلي منذ ظهورها في غزة الشهر الماضي.
وأعلنت إسرائيل في وقت سابق أنها “فعلّت” عائلات فلسطينية في غزة كجزء من حربها، مؤكدة بذلك الشكوك حول تعاونها مع جماعات مناهضة لحماس.
جاء هذا الإعلان بعد ادعاءات الوزير الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى عائلات الجريمة المنظمة في غزة، وقد برر “نتنياهو” هذه الأفعال بأنها جاءت بناءً على نصيحة “مسؤولي الأمن” لإنقاذ أرواح الجنود الإسرائيليين.
بالإضافة إلى نشاطاتها الإجرامية، تزعم المصادر أن عصابة ياسر أبو شباب، المعروفة بسجلها في تهريب المخدرات والأسلحة والتربح من السوق السوداء، كانت تنفذ مهامًا لصالح الجيش الإسرائيلي.
وشملت هذه المهام تفجير منشآت يُشتبه في إخفائها لمداخل أنفاق حماس، بالإضافة إلى محاصرة مداخل الأنفاق المشتبه بها لمنع وصول الإمدادات إلى مقاتلي حماس.
وينظر المحللون على نطاق واسع إلى الصعود المفاجئ لعصابة ياسر أبو شباب كتجربة إسرائيلية في “الحكم بالوكالة”، وقد صرح مدنيون من غزة لصحيفة “ذا ناشونال” الأسبوع الماضي بأنهم لا ينظرون إلى هذه الجماعات كقوة حماية، بل كمتعاونين يقدمون وعودًا كاذبة للناس مقابل الخضوع السياسي والاجتماعي.
وأعلنت هذه المجموعة عن نفسها في أوائل مايو، معلنة أنها “قوة وطنية” تحمي المساعدات، بما في ذلك حول مواقع توزيع الغذاء التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي شركة مقاولات أمريكية خاصة تنوي إسرائيل أن تحل محل شبكة المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة.
قبل الحرب، كان ياسر أبو شباب متورطًا في تهريب السجائر والمخدرات من مصر وإسرائيل إلى غزة، وفقًا لأقارب له، وقد اعتقلته حماس سابقًا، لكنها أطلقت سراحه من السجن مع بدء الحرب في أكتوبر 2023.