واجهت شبكة “CNN” الأمريكية اتهامات واسعة منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة بالتحيّز للرواية الإسرائيلية حول أحداث السابع من أكتوبر وما أعقبها من عدوان على الفلسطينيين.
استدعت التغطية الإعلامية غير المتوازنة لـ “CNN” تحقيق عدد من الصحفيين في الأسباب الحقيقية وراء هذا التحيّز، وتوصلوا إلى أن الشبكة الأمريكية تخضع لرقابة إسرائيلية مباشرة، فما حقيقة هذا الادعاء؟
كشف موقع “The Intercept” الأمريكي أن كل صحفي في “CNN” يغطّي أخبار إسرائيل وفلسطين، سواء من الشرق الأوسط أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر في العالم، عليه أن يقدّم تقاريره للمراجعة الإسرائيلية قبل نشرها.
بموجب سياسة “CNN” المعمول بها منذ فترة طويلة، تقدّم الشبكة أعمالها للمراجعة من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية، عبر مكتبها في القدس.
وتقول “CNN” إن هذه السياسة تهدف إلى ضمان الدقة في إعداد التقارير حول “موضوع استقطابي”.
ووفقًا لـ “The Intercept”، يعني هذا أن الكثير من التغطية الأخيرة للشبكة للحرب في غزة لا تنشر إلا ما تفضّله الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وترى أنه لا تعارض مع مصالحها.
وقال أحد أعضاء طاقم “CNN” الذي تحدث إلى “The Intercept” إن سياسة المراجعة الداخلية كان لها تأثير واضح على تغطية حرب غزة.
وأضاف أنه “حتى عندما لا يكون مكتب القدس مزودًا بموظفين للمراجعة، يذهب مُعدّ التقرير إلى تفضيل الرواية الإسرائيلية.
وتابع: “لقد كان هناك ترتيب هش منذ فترة طويلة بين رقابة جيش الدفاع الإسرائيلي والصحافة المحلية والأجنبية، مما أجبر الصحفيين على فرض رقابة ذاتية في كثير من الأحيان على تقاريرهم خوفا من التعرض لمواضيع محظورة، وفقدان أوراق اعتمادهم الصحفية، واحتمال إجبارهم على تقديم اعتذار علني”.
قال أستاذ الإعلام السياسي، الدكتور مطلق المطيري، في مقابلة عبر الفيديو مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”، إن “إسرائيل تُعامل معاملة خاصة في الإعلام الغربي، لأنها مدعومة سياسيًا، وحتى شعبيًا في وقت سابق قبل أن تخسر الكثير من جمهورها”.
وأضاف الدكتور مطلق المطيري: “لو كانت دولة عربية هي ما تحدد ما يكتب ويبث في الإعلام الأمريكي لرأينا منظمات دولية تخرج وتنادي بحرية التعبير، وحق الحصول على المعلومات، ولنا في اليمن خير مثال على ذلك، حيث طالبت مؤسسات كثيرة بحماية الصحفيين وحريتهم”.
وأكد “المطيري” أن مثل هذا التصرفات تعبر عن ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي، فبينما تطالب الدول العربية بفتح مصادر المعلومات، تترك لإسرائيل حرية السيطرة على ما يُكتب عنها وعن الفلسطينيين.
فيديو | ماذا لو كانت دولة عربية تحدد ما يكتب ويبث في الإعلام الأميركي بدلا من إسرائيل؟
شاهد إجابة أستاذ الإعلام السياسي، د. مطلق المطيري لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/5gt4rZySFv
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) February 28, 2024
اقرأ ايضاً :
أكثر الدول إنفاقًا على الأغراض العسكرية في “الناتو”
