تدرس قيادة الجيش في السودان مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، وسط ضغوط دولية مكثفة لإنهاء الأعمال العدائية التي أثارت قلقًا عالميًا بشأن مزاعم ارتكاب فظائع جماعية من قبل قوات الدعم السريع.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي لواشنطن في أعقاب تقارير عن انتهاكات واسعة النطاق في إقليم دارفور، بما في ذلك مزاعم مقتل 2000 شخص في الفاشر الشهر الماضي بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء، من أن الصراع في السودان “يخرج عن السيطرة”، داعيًا إلى وقف فوري لهذه “العنف الذي لا يمكن تصوره”.
ملامح المقترح الأمريكي للتهدئة في السودان
يشمل المقترح الأمريكي، الذي قدمه مبعوث خاص، هدنة إنسانية مبدئية في السودان لمدة ثلاثة أشهر، مع إمكانية تمديدها لتسعة أشهر.
ويهدف المقترح بشكل أساسي إلى فتح ممرات إغاثية عاجلة وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين في أنحاء السودان، كما يتضمن آليات للمراقبة والتنفيذ وجوانب فنية أخرى لم يتم الاتفاق عليها بعد بين الطرفين.
ويمهد الاتفاق، حال إقراره، لوقف شامل للعمليات القتالية وتهيئة الأجواء للحوار السياسي، وستتواصل الإدارة الأمريكية مع طرفي الصراع في السودان دون إجراء مفاوضات مباشرة فيما بينهم في هذه المرحلة.
وأكدت مصادر مطلعة أن قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا مع الجيش منذ أبريل 2023، أبدت دعمها للمقترح الأمريكي.
وفي المقابل، عُقدت لجان الأمن والدفاع بالجيش السوداني يوم الثلاثاء لمناقشة الخطة، وتواجه الإدارة معضلة بين مواصلة القتال أو الموافقة على الخطة الأمريكية.
وتلعب مصر، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع القوات المسلحة السودانية، دورًا محوريًا في الضغط على الجيش لقبول المقترح، وفقًا لـ “بلومبيرغ”.
وأكد البيت الأبيض في بيان أن الولايات المتحدة “منخرطة بنشاط في جهود التوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان”.
وتعمل واشنطن بشكل وثيق مع شركائها الدوليين، بما في ذلك أعضاء الرباعية وهم مصر والسعودية والإمارات إلى جانب أمريكا.
وكشفت المصادر أن المستشار الرئاسي الأمريكي مسعد بولس، التقى بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في القاهرة الشهر الماضي؛ لبحث إسقاط العقوبات واستثمارات محتملة في قطاع المعادن السوداني مقابل التزامه باتفاق سلام.
وأثارت سيطرة الدعم السريع على الفاشر مخاطر حدوث انقسام في السودان على غرار النموذج الليبي.
ويستمر شبح المجاعة في الظهور بالسودان، بما في ذلك الفاشر، وفقًا لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر يوم الاثنين، والذي توقع استمرار هذه الظروف حتى يناير 2026.













