حذّرت شركة فولكس فاجن الألمانية العملاقة لصناعة السيارات، يوم الأربعاء، من أنها قد تواجه توقفات مؤقتة في الإنتاج، في تصعيد يعكس تداعيات النزاع التجاري والسياسي المتنامي بين الصين وهولندا بشأن أشباه الموصلات.
ويدق هذا التحذير ناقوس الخطر في قلب صناعة السيارات الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية.
وانعكست هذه المخاوف بشكل فوري في الأسواق المالية، حيث تراجعت أسهم فولكس فاجن بنسبة 2.2% في تعاملات ما بعد ظهر اليوم في بورصة لندن.
تعود جذور الأزمة إلى الشهر الماضي، عندما اتخذت الحكومة الهولندية خطوة غير مسبوقة بالسيطرة على شركة “Nexperia”، وهي شركة صينية مملوكة ومقرها هولندا متخصصة في إنتاج الرقائق الإلكترونية المستخدمة بكثافة في قطاع السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية.
وبررت هولندا قرارها بالاستحواذ على الشركة بخشيتها من أن تصبح تقنياتها “غير متاحة في حالات الطوارئ”.
ولم يتأخر الرد الصيني، حيث قامت بكين بحظر صادرات المنتجات النهائية للشركة، مما أثار حالة من القلق الشديد لدى دوائر صناعة السيارات في أوروبا، وعلى رأسها ألمانيا.
وأوضح متحدث باسم فولكس فاجن في تصريح لشبكة “CNBC” أن شركة “Nexperia” ليست موردًا مباشرًا للشركة، ولكن بعض أجزائها الدقيقة تُستخدم في مكونات المركبات التي يتم توريدها إلى فولكس فاجن عبر مورديها المباشرين.
وأضاف المتحدث: “نحن على اتصال وثيق مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين في ضوء الوضع الحالي لتحديد المخاطر المحتملة في مرحلة مبكرة، ولنكون قادرين على اتخاذ القرارات بشأن أي تدابير ضرورية”.
وعلى الرغم من تأكيده أن إنتاج الشركة لم يتأثر حاليًا، إلا أنه استدرك قائلًا: “بالنظر إلى الظروف المتطورة، لا يمكن استبعاد التأثيرات قصيرة المدى على الإنتاج”.
ويتجاوز هذا القلق شركة فولكس فاجن ليشمل الصناعة الألمانية بأكملها، حيث حذر اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا (VDA) من أن النزاع قد يؤدي إلى “قيود كبيرة على الإنتاج في المستقبل القريب” إذا لم يتم حل مشكلة انقطاع إمدادات الرقائق بسرعة.
كما أعربت وزارة الاقتصاد الألمانية عن قلقها البالغ إزاء الصعوبات التي تواجه سلاسل توريد الرقائق.