أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية تعملان على تنظيم منتدى أعمال مشترك خلال المرحلة المقبلة، بمشاركة ما يقارب 100 شركة ورجل أعمال روسي إلى جانب ممثلين من القطاع الخاص السعودي، في خطوة جديدة تهدف إلى توسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، لتشمل مجالات متعددة تتجاوز نطاق الطاقة التقليدي.
وأوضح الوزير خلال كلمته في مؤتمر أسبوع الطاقة الروسي 2025 المنعقد في موسكو، أن هذا المنتدى يعكس مستوى التفاهم المتنامي بين الجانبين، ويأتي امتدادًا لمسار العلاقات الثنائية التي تشمل 11 قطاعًا رئيسيًا، تشارك فيها أكثر من 27 جهة ومؤسسة من كلا الطرفين، في دلالة على عمق الشراكة واتساع آفاقها.
وأشار إلى أن الرياض وموسكو تواصلان العمل المشترك ضمن تحالف “أوبك+”، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول وشركاءها من المنتجين المستقلين، وهو تحالف يضخ قرابة نصف الإنتاج النفطي العالمي ويساهم في تحقيق استقرار الأسواق ودعم المصالح المشتركة.
وفي سياق متصل، أصدرت الحكومة الروسية بيانًا ذكرت فيه أن الأمير عبد العزيز التقى نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك على هامش المؤتمر، وتم خلال اللقاء بحث فرص التعاون في مشروعات الغاز الطبيعي المسال والطاقة الكهرومائية والطاقة النووية. وأكد نوفاك أن التنسيق داخل “أوبك+” يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين على المدى الطويل ويقوّي أسس اقتصادهما.
تواصل العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية توسعها في مسارات متعددة، حيث شهدت الأعوام الأخيرة تحولات نوعية في مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين، تجاوزت الإطار التقليدي للطاقة لتشمل قطاعات الصناعة والتعدين والبتروكيماويات والتقنيات الحديثة. وانعكس هذا التوسع بوضوح في النمو الملحوظ للتبادل التجاري غير النفطي، الذي قفز خلال أقل من عقد من نحو ملياري ريال إلى أكثر من 12 مليار ريال في عام 2024، وفق البيانات الرسمية السعودية، مما يعكس ديناميكية متصاعدة في التعاون الاقتصادي بين الرياض وموسكو.
وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن العلاقات الثنائية أصبحت نموذجًا في التنوع الاقتصادي، إذ تشمل مجالات تمتد من الطاقة والكهرباء وتحلية المياه، إلى الزراعة والدواء والخدمات الطبية والإسكان، مشيرًا إلى أن هذا التكامل يترجم الرغبة المشتركة في بناء منظومة اقتصادية مستدامة تقوم على الابتكار والنمو المتوازن.
ولم يقتصر التعاون السعودي الروسي على مجالات الإنتاج والطاقة فحسب، بل شمل جوانب جديدة مثل الصناعة المتقدمة والبنية التحتية الكهربائية، التي تُعد من الركائز المستقبلية للتنمية. كما أشار الأمير عبد العزيز إلى تعاون أكاديمي متزايد بين الجامعات ومراكز الأبحاث في البلدين، بما يسهم في تطوير القدرات البشرية ونقل المعرفة التقنية.
وفي المجال السياحي، شهدت العلاقات بين الرياض وموسكو نقلة نوعية مع تسيير رحلات جوية مباشرة بين العاصمتين، مما انعكس على تنامي الحركة السياحية المتبادلة. وقد عززت الهيئة السعودية للسياحة هذا التوجه عبر افتتاح مكتب تمثيلي في موسكو لتطوير السوق الروسية واستقطاب الزوار، في خطوة تؤكد توسع العلاقات لتشمل البعد الثقافي والإنساني.
وعلى الجانب التجاري، أظهرت الإحصاءات الأخيرة نموًا واضحًا في حجم المبادلات بين الجانبين، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري أكثر من 3.8 مليار دولار في عام 2024، بزيادة تتجاوز 60% مقارنة بالعام الذي سبقه، مع مؤشرات تؤكد استمرار الاتجاه الصاعد في عام 2025.
اقرأ أيضًا:
انفوجرافيك |الطاقة المتجددة في السعودية.. استثمارات بالمليارات
وزارة الطاقة تُطلق «مسرعة طاقتك» لدعم 60 شركة ناشئة في قطاع الطاقة
إنفوجرافيك| أداء الطاقة المتجددة في السعودية في 2024