منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الفيزياء هذا العام لكلٍّ من جون كلارك، وميشيل إتش ديفوريت، وجون إم مارتينيس، تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في مجال ميكانيكا الكم، والتي يُرسي الأسس لتطوير جيل جديد من الحواسيب الكمية ذات القدرات الهائلة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في ستوكهولم، أوضحت لجنة نوبل أن جميع التقنيات المتقدمة المعاصرة – بدءًا من الهواتف الذكية، مرورًا بالكاميرات الرقمية، وانتهاءً بشبكات الألياف البصرية – تعتمد في جوهرها على مبادئ ميكانيكا الكم.
في أول تعليق له بعد الإعلان عن الجائزة، عبّر البروفيسور جون كلارك، المولود في كامبريدج والعامل في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، عن دهشته قائلًا: “لم أتوقع هذا مطلقًا، كانت مفاجأة حياتي”. أما البروفيسور ميشيل ديفوريت، المولود في باريس ويعمل في جامعة ييل، وزميله جون مارتينيس، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا، فسيشاركان معه في الجائزة البالغة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 872 ألف جنيه إسترليني).
وجاء تكريم العلماء الثلاثة اعترافًا بعملهم التجريبي الرائد منذ ثمانينيات القرن الماضي على الدوائر الكهربائية الكمومية، حيث تمكنوا من إثبات وجود ظواهر مثل النفق الكمي العياني وتكميم الطاقة في الدوائر، وهي اكتشافات فتحت آفاقًا جديدة في فهم سلوك المادة على المستوى دون الذري.
ورغم أن هذه المفاهيم بدت معقدة في بدايتها، إلا أن نتائجها أحدثت تحولًا عميقًا في عالم الإلكترونيات، إذ أسهمت في تطوير تقنيات تُستخدم اليوم في تصميم الرقائق الكمية والحواسيب فائقة الأداء. وأوضح كلارك في مداخلة هاتفية أثناء المؤتمر: «هذا العمل هو الأساس الذي بُنيت عليه الحوسبة الكمومية الحديثة، وما زال يلهم جهود الباحثين في هذا المجال حول العالم”.
تُعنى ميكانيكا الكم بدراسة القوانين التي تحكم الجسيمات الدقيقة مثل الإلكترونات والفوتونات، وكيف تتصرف في عالم لا تخضع فيه القواعد الكلاسيكية للفيزياء. وقد برهن فريق كلارك أن هذه الجسيمات يمكنها العبور عبر حواجز طاقة كانت تُعد مستحيلة بحسب الفيزياء التقليدية، وهي الظاهرة التي تُعرف باسم النفق الكمي.
واستفاد العلماء من هذه الظاهرة لتطوير الدوائر فائقة التوصيل التي تُعد القلب النابض لتقنية الكيوبتات – اللبنات الأساسية للحواسيب الكمية. واختتم البروفيسور ليزلي كوهين من إمبريال كوليدج لندن بقوله: “إن هذا التكريم مستحق تمامًا؛ فقد وضع الفائزون الأساس لما نراه اليوم من تقنيات كمّية متقدمة تعتمد على الكيوبتات فائقة التوصيل”.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| جائزة نوبل في الطب 2025 تذهب لمكتشفي “حراس المناعة”
إنفوجرافيك| ترامب” لن يفوز بنوبل هذا العام
إنجازات علمية ثورية ولكن لم تفُز بجائزة نوبل