تواصل شركات المقاولات الدفاعية حول العالم تسجيل نمو متصاعد في قيمتها السوقية، مدفوعة بزيادة الإنفاق الحكومي على التسلح، وخطط تحديث الجيوش، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في مناطق مختلفة من العالم.
وتُظهر أحدث البيانات من موقع”companiesmarketcap” هيمنة واضحة للشركات الأمريكية والأوروبية على قمة هذا القطاع الحيوي، حيث تحتل شركة “RTX” الأمريكية الصدارة بقيمة سوقية تتجاوز 193 مليار دولار.
وتلعب هذه الشركات دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الأمن العالمي، من خلال تطوير وتصنيع كل شيء، بدءًا من أنظمة الطيران والفضاء والصواريخ الموجهة، وصولًا إلى أحدث تقنيات الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي.
عند الحديث عن شركات المقاولات الدفاعية، فإن المقصود هو الشركات الخاصة التي تعمل بموجب عقود مع الحكومات لتوفير السلع والخدمات والتقنيات العسكرية.
ولا يقتصر دورها على تصنيع المعدات التقليدية مثل الطائرات والدبابات والسفن الحربية، بل يمتد ليشمل البحث والتطوير في مجالات متقدمة مثل أنظمة الاتصالات المؤمنة، وحلول الأمن السيبراني، والطائرات المسيرة، ودعم العمليات اللوجستية للقوات المسلحة.
وتعكس قائمة أكبر شركات المقاولات الدفاعية ميزان القوى في هذا المجال، حيث تسيطر الشركات الأمريكية على 6 من المراكز العشرة الأولى.
إلى جانب “RTX”، تأتي “Honeywell” في المركز الثاني بقيمة سوقية تبلغ 147 مليار دولار، تليها “Lockheed Martin” في المركز الرابع (107 مليار دولار)، و”General Dynamics” في المركز السادس (78 مليار دولار)، ثم “Northrop Grumman” و”L3Harris Technologies”.
وتتخلل هذه الهيمنة الأمريكية شركات أوروبية كبرى، أبرزها “Safran” الفرنسية في المركز الثالث (134 مليار دولار)، و”Rheinmetall” الألمانية في المركز الخامس (92 مليار دولار)، و”BAE Systems” البريطانية في المركز السابع (75 مليار دولار).
ويمتد نطاق هذه الصناعة ليشمل لاعبين مؤثرين من خارج الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تبرز شركات من الهند مثل “Hindustan Aeronautics”، وشركات صينية مثل “AVIC Shenyang”، بالإضافة إلى شركات في الشرق الأوسط، مما يدل على وجود سوق عالمي تنافسي.
ويعكس نمو القيمة السوقية لهذه المجموعة المتنوعة من شركات المقاولات الدفاعية الطلب العالمي المتزايد على التقنيات العسكرية المتقدمة، حيث تسعى الدول إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
