موجة واسعة من الغضب والانتقادات سادت بين اللبنانيين، بعد تغريدة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حول تدخل إيران بالشؤون اللبنانية، عقب لقائه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون .
وكتب لاريجاني، عبر حسابه الرسمي في موقع إكس، “تدخّل بشؤون لبنان؟! أنا مسؤول الأمن القومي بإيران، وبقولها بصراحة: إيران ما إلها أي نيّة تتدخّل بشؤون أي دولة، ومنها لبنان.. الدولة اللبنانيّة بتتحاور مع كلّ الطوايف، وبتوصل لنتيجة، وأي نتيجة بتوصل إلها نحنا منقبل فيها، اللي بيتدخّل بشؤون لبنان هو اللي بيعطيكن خطّة وجدول زمني من على بُعد آلاف الكيلومترات. نحنا ما عطيناكن ولا خطّة!”.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد عقد اجتماعًا مع لاريجاني خلال زيارته للبنان، وأكد أن لبنان ترفض التدخلات الخارجية، وأن لبنان وحدها مسؤولة عن الحفاظ على أمن البلد واستقرارها، ومن غير المسموح لأي جهة كانت، ومن دون أي استثناء، حمل السلاح والاستقواء بالخارج.
ومن جانبه أكد لاريجاني أن إيران لا تنوي التدخل في شؤون لبنان، مشيرًا إلى أن أمريكا هي من تدخل في الشأن اللبناني داعيًا اللبنانيين إلى التميز بين الصديق والعدو.
وأثارت تغريدة لاريجاني حالة من الغضب حيث أكد وزير الخارجية يوسف رجي أن برنامجه ضيق لهذا لم يلتق لاريجاني، مضيفًا “أنا حتى لو كان لدي وقت فلن أستقبله”، وتصدر اسمه التريند بعد أن أثارت تغريدته جدلًا واسعًا.
كما علق وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قويومجيان في تغريدة على حسابه، أن لاريجاني ضيف غير مرحب به.
ووصف المحلل السياسي علي حمادة زيارة لاريجاني بـ ” الفاشلة” ، كما اعتبر النائب اللبناني مارك ضو أن أفضل ما يمكن للاريجاني أن يفعله هو أخذ سلاح حزب الله معه إلى إيران، قائلًا في تغريدة له عبر حسابه ” أفضل شي بيعملوا لاريجاني هو يأخذ السلاح الإيراني بلبنان معو. يلموا كلو ما يخلي قطعة، غير هيك كلامه لا نفعة له”.
ومن جانبه اعتبر المبعوث الأمريكي توم براك تصريحات لاريجاني “انتقاصا أو سخرية من استقلالية القرار اللبناني وسيادته”.
ومن جانبه صرح رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بعد لقائه مع لاريجاني أن “التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين مرفوضة شكلا ومضمونا، فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التصريحات التي حملت تهديدا صريحا، تشكل خروجا صارخا عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكا لمبدأ احترام السيادة المتبادل”.
وتابع “لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقا على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية؛ وبناء عليه فإن لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد”.