في عالم يزداد حرارة يوماً بعد يوم، يتجه المزيد من الناس لاستخدام أجهزة تكييف الهواء للهروب من الحر الشديد. لكن هذا الحل البسيط يخفي وراءه مشكلة كبيرة قد تغير مستقبل استهلاك الطاقة في العالم. تكشف أحدث البيانات من وكالة الطاقة الدولية عن أرقام مذهلة حول كمية الكهرباء التي ستحتاجها أجهزة التكييف في السنوات القادمة.
بحلول عام 2030، ستحتاج أجهزة التكييف والتبريد إلى 697 تيراواط ساعة إضافية من الكهرباء. لفهم هذا الرقم الضخم، تخيل أن هذه الكمية تكفي لتشغيل دولة كاملة لعدة أشهر. هذا يعني أن التكييف وحده سيستهلك 10% من كل الكهرباء الجديدة التي سيحتاجها العالم.
للمقارنة، السيارات الكهربائية التي نسمع عنها كثيراً ستحتاج 13% من الكهرباء الجديدة، بينما التدفئة ستحتاج 7% فقط. هذا يضع التكييف في المرتبة الثانية بعد السيارات الكهربائية في قائمة أكبر مستهلكي الطاقة الجدد.
الأرقام تصبح أكثر إثارة للقلق عندما ننظر للمستقبل البعيد، حيث أن أجهزة التكييف ستحتاج ثلاثة أضعاف الكهرباء التي تستهلكها اليوم بحلول 2035، وبحلول 2050 سيملك ثلثا البيوت في العالم جهاز تكييف واحد على الأقل. هذا يعني أن التكييف سيحتاج كهرباء أكثر من مراكز البيانات الضخمة التي تشغل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
أجهزة التكييف تنقذ الأرواح فعلاً، ففي الصيف الحار يمكن أن تمنع الوفيات الناتجة عن ضربات الشمس والحر الشديد. لكن هناك مشكلة كبيرة تكمن في أن معظم الكهرباء في العالم لا تزال تأتي من حرق الفحم والغاز والنفط.
هذا يعني أن كل مرة نشغل فيها التكييف، نساهم في زيادة الاحتباس الحراري الذي يجعل الجو أكثر حرارة، مما يجعلنا نحتاج للمزيد من التكييف في دائرة مفرغة.
لحسن الحظ، هناك حلول عملية يمكن أن تقلل من هذه المشكلة، منها استخدام أجهزة تكييف أكثر كفاءة يمكن أن يقلل استهلاك الطاقة إلى النصف، مما يعني فواتير كهرباء أقل للمستهلكين وتلوث أقل في الهواء المحلي. كما أن تحسين المباني من خلال بناء بيوت ومكاتب أكثر عزلاً للحرارة واستخدام مواد بناء تحافظ على البرودة طبيعيًا يمكن أن يقلل الحاجة للتكييف بشكل كبير.